الجمعة، أغسطس 19، 2005

شباكها





ولما فكرى يكون مليان..
بيهرب منى الكلام..

تسهر صباحى جانب أباجورتها وفكرها بيودى ويجيب فى الدايرة المفرغة. تقف وتعبر طريق أوضتها لحد المكتب وتظبط محطة الراديو على "البرنامج الموسيقى". وكإن مفعول الموسيقى فيها مفعول السحر خصوصاً لو معاركها الفكرية محتدمة الصراع زى اليومين دول.
وفى حركة تلقائية تشوف أقلامها ع المكتب جانب الراديو والصفحات البيضة. تمسكهم بين أناملها الصغيرة وتروح تفتح الشباك ع الآخر، لجل نسمة الصيف تداعب خصلات شعرها، وترجع تعود لموقعها جانب الأباجورة.

تغمض عنيها لحظات وتأخد نفس عميق ثم تبدأ تكتب كلام زى المطر. كلام لا له أول ولا آخر .. من غير ترتيب ومن غير خطوط ملونة. تقدر تقول عنها هلاوس فكرية أو نظريتها الغير مطبقة بعد. بعضه حالم ممل فى نظرها وبعضه تافه مثير لإشمئزازها من نفسها، لكن أغلبه بحر هائج وثائر على كل شئ.. أوتقدر تقول... اللا شئ.

أسئلة عقيمة وإجابات شريدة تظهر أمامها وهى تايهة بين الحروف المتطايرة وصفحتها البيضة.
تفكر فى الحاجات اللى نفسها تعملها ومعملتهاش.. والحاجات اللى بتعملها ومبتحبهاش.. والحاجات الأكتر اللى تحبها ولكنهم بيجبروها تندم عليها بعدها.. والأسباب دايما مقيدة ضد مجهول..

تقف وتعبر طريق أوضتها.. تسكت الراديو، تطفى الأباجورة وتقفل الشباك..

سلاماتى

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

ليه معظم اللى بتكتبيه بيكون تنويع على شخص بيهرب من الضغوط الحياتية الى الورقة و القلم و الراديو..