الخميس، أبريل 28، 2005

و الوردات المفًتّحة

جمَعت أوراقى و انطلقت اركب أول مواصلة تصادفنى.. جلست بجانب الشباك كالعادة.. فى سباق مع الابنية المتراصة على جانبى الطريق..
كنت مخنوقة.. و كإن واحد ماسك جناحى و أنا طير.. أرفرف للسما
كان نفسى أتوه و أختفى وسط الأجسام المتحركة.. أو أتمرجح على شجرة واقفة وحدها.. بعيد عن عيون البشر..
و أصوات متعاركة بدأت تعلو من كل الجهات.. تملانى بشعور غريب.. ولا أعرفه بالمرة
كأنى ماشية حافية على رمل عين و دافية.. فيها شئ بيشدنى أتمنى أخلينى ماشية.. تتلخبط أنفاسى فى علوها و الهبوط.. لحد ما تنتهى..

لكنى فقت لما عًدى أوتوبيس مدرستى اللى كانت من أمامى..
فى طيف لمحت سبورة.. و علم منتصب مهفهف.. و ملعب و مُدَرِسة..
و شفت عيون بتلمع.. و ضحكات مجلجلة..
و فيونكة لونها أبيض.. و شنطة و مريلة..

و وسطهم على سهوة.. شُفتِنى.. واقفة ادور على فصل فى دور.. و حصة من جدولى..
و رغم التوهه، كنت ببتسم

البسمة نطت لعندى تلمس شفايفى، بطعم لون نسيو قلبى من زمن.. و روحى وراه هجرته..
من غير ما أحس، رجعت جناحاتى تانى، ترفرف ع البيوت اللى صامدة.. و الدكاكين اللى ساكنة.. و الناس اللى ماشية.. و الوردات المفًتّحة..


يا دايرة دُورٍى و دَوَخينا
لٍفٍى بينا عَ الحارات
و عِ المحطة نزلينا
وَيا الوشوش، للتُوهات
إرمينا بِنهُم.. لَخباطينا
خلينا واحد.. من سُكات

كتبتها من يومين لـسكان "وسط الدايرة"

الأحد، أبريل 24، 2005

لستُ أدرى.. من أنا

ثلاث أصحاب مفعلهم فىّ مثلَ السحر
القلم و الكتاب.. الكى بورد * لوحة المفاتيح *.. و الراديو

كل واحد له تأثير غير الآخر.. و كل واحد له شخصية غيرى أنا..

يعنى مثلا لما القلم يداعب أناملى، أحس و كأننى فراشة أتنقل بين صفحات كتاب. أرى الدنيا قوس قزح ممتد على طول أفقى، حتى و إن إرتديت نظارةً سوداء
حسبى ساعة صفا واحدة مع نفسى.. و دنيتى تلون *بمبى بمبى*.. و لا أعرف من أين تتدفق علىّ تلك الأفكار و التراكيب الرقيقة
أكد لى الكثيرون بأنى أملك نواة أسلوب أدبى. حتى إن مذيعى "إذاعة الصين الدولية" لقبونى بــ"المهرة البيضاء"
و لكنى أحتار فى أمرى كلما تحسست يدى موضع * الكى بورد*
هيهيهيهي

الله لا يوريكم بنوتة شعنونة.. معرفش بتطلع منين.. عندها كل ظريف و طريف تقوله.. و دايما عندها تعليق ترميه و تجرى.. ضحكتها تسمعها من أول كلمة تبعتها ع الشات.
و رغم إنى مليش ف الشات قوى.. إلا إنى دايما بشتاق لأشكال "السمايلى" تعبر عنى أحسن.. و ساعات بتمنى أعمل "بلوك" لناس.. و ساعات "أصحصح" ناس تانية.. لكن هيهات

و هيهات برده أطلّع البنوتة دى برة..
حاولت أحل لغز إحتكار الرجال للأسلوب الساخر، و رفضهم تقبله من المرأة.. و يأست
فلو قلنا للموهبة.. لاء، لأن من البنات اللى تفطسك من الضحك ولا أجدعها بليتشو (مع الاعتزار للبنات طبعاً).. حتى بص.. أهه.. قلتش حاجة أنا.. بليتشو!!
عمركش سمعت عن واحدة بليتشو!!؟

أما عندكم الراديو دا بقى حكايته معايا حكاية..
كان صديقى الأول، و له الفضل فى إنى أتعرف على شخصيتى الثالثة.. واحدة محترمة قوى.. متفلسفة .. متحذلقة و متواضعة ايضاً.. و غالبا عاقلة جداً..
مُحبة للنقاش و الجدال و الحوار، فى زمن كرهتُ فيه الثلاثة معاً..

و أكون فى أوج سعادتى لما أستمع لنقد أو تعقيب أو إطراء لأحد المستمعين من أصدقاء موجات الأثير.. * و اللى معظمهم إتعرفت عليهم و أصبحوا أصدقاء مفضلين لى *


و لكن رغم دا كله، فالشخصية الأعجب من الأديبة الواعدة.. و البنوتة المشعننة.. او حتى العاقلة المتفلسفة
هى .. أنا
تعرف، لو مرة سألتنى على سهوة أنا بفكر فى إيه.. مش بعيد لو غنيت:
رفضك يا زمانى.. يا مكانى.. يا أوانى
أنا عايز أعيش فى كوكب تانى

و يمكن تعجبك شخصيتى.. و لكن الأغلب لأ.. و متخفش مش هلومك أو حاجة لأن أنا كمان كدة..
و جائز يكون دا السبب ورا إن القلم و الكتاب.. الكى بورد و الراديو هم أصحابى العزاز، اللى بحس إنى على طبيعتى اللى بحبها و برتاح ليها.. لأنها من بعيد لبعيد كدة، من ورا لوح زجاج معتم
أرى ما أحب أن اراه.. دون أن يدرى بى أحد..
و لكنى لاأزال لستُ أدرى ..
بى إس: أنا أسقطت شخصيتى كطالبة هندسة.. من يوم ما فتحت عينى على حقيقة كليات الهندسة المُرة

الجمعة، أبريل 22، 2005

هيه هيهي هيه

أولا كل سنة و إنتم كلكم كلكم طيبين بذكرى المولدالنبوى الشريف.. والله بعودة الأيام..

ثانياً.. مش عارفة إزاى نسيت ذكرى رحيل عمى الكبير.. و حبيبى الأول *وشكله الأخير* .. صلاح باشا جاهين!!
يمكن لحالة الغم اللى كانت كتمة على نفسى فى الفترة اللى فاتت.. و يمكن لإنشغالى بأمور الدنيا و مشاغلها.. و يمكن لضعف ذاكرتى من ناحية الأرقام.. و يمكن بقى، و دا اللى غالبا السبب، لأنى مبحبش الاحتفاء بذكريات الرحيل و كدة.. *والأعجب تلاقيهم بيقولوا فى الإذاعة و التلفزيون==> إحتفال برحيل فلان!!*

على العموم، أنا عايزة أشكر إذاعة الأغانى المصرية لأنها فكرتنى.. رغم انه على رأى الست *فكرونى إزاى؟! هو أنا نسيته!!*
و بشكرهم كمان على اللمحات اللى اقتطفوها من برنامج "جرب حظك" مع الإذاعى الكبير "طاهر أبو زيد" و اللى كان مستضيف جاهين فيها..

قال جاهين فيما قال:

* الليل هو نهار إسود
* و المرأة هى رجل منحرف جداً..
* أما لما إتسأل عن صلاح جاهين.. قال إن السؤال دة مهضمهوش.. أصل فيه دهن كتييير..
و عجبى



و قرأ بعض رباعياتى المفضلة:
الدنيا أودة كبيرة للإنتظار
فيها ابن آدم زيُّه زى الحمار
الهم واحد .. و المَلَل مشترك
و مفيش حمار بيحاول الإنتحار
عجبى!!
دخل الربيع يضحك لقانى حزين
نده الربيع على إسمى لم قلت مين
حط الربيع أَزهاره جنبى وراح
و إيش تعمل الأزهار للمَيتين
عجبى!!

و على فكرة غنى كمان أغنية "البيانولة".. معلش مش لاقية الكتاب دلوقتى.. * ونبى حد يشوف لى حل فى الأزمة السكانية المكتبية للكتب بتاعتى.. خلاص الكتب إحتلت كل الأماكن و دلوقتى إفترشت الأرضية!!! و بقيت عشان أضلع كتاب.. ولا كإنى ببحث عن منجم ألماس فى مجاهل أفريقيا!!*


عموما بمنسبة هذا المولد يوجد برنامج سواريه قولو هيه
هيه هيه هيه

دى اللة الكبيرة يا عمى و العالم كتيره
ماليين الشوادر يابا م الريف و البنادر



سلاماتى

الاثنين، أبريل 18، 2005

ليتنى أعرف

جلست على مقعد، و الحافلة تسرع فى خطاها.. تطلعت ببصرى عبر النافذة.. و أفكارى تتساقط كأوراق الخريف، ثم تتفرق لتتبعثر فى دوائر مفرغة.. كدوائر مرسومة على صفحة جدول وحيد.. قذف بحجر.

و قد قذف الحجر فى جدولى.. و خطوت اثقل خطوات و قلبى منقبض.

أعلمتَ أننى وجدتنى معكم..؟
و عرفتُ أنى لست وحدى أتخبط فى طرقات مظلمة.. لست وحدى أبحث عن شعاع نور مقبل فى الأفق البعيد.. بعد أن كنتُ كيان مستنسخ لصورة مجتمع باهت..
و أنا لست كذلك.

لستُ أدرى من أكون، لكنى حتماً مختلفة كإختلافََََََكَ و إختلافِك.. أنا حتماً متفردة، كتفرد حبات رمال الصحراء.. و النجوم المتناثرة على سجادة معتمة..

صادفتُنى فى ركن مظلم من حياتى نسيتُه.. أو لربما تناسيتُه تحت غبار الضغوط المتراكمة..
رأيتُنى قوية و مسيطرة.. متذوقة لعذوبة كلمة "لا".. و إن أسقطها عوامل الزمن من قواميسنا..
و عرفت ثقل همومى لأول مرة أيضاً عندما فارقتكم.. و أعلنت وداعى معكم.. ثم ودعتُك أنت معنا..

أتعرف أنى لا أذكر ملامحك.. و لا أذكر صوتك.. تداخلت الصور و الملامح فى ذاكرتى.. و تعانقت رنات الأصوات فى أذنى..
إلا إنى أذكرك و أنت مستكين فى ركنك.. و أحس بريق إبتسامتك تدفئ داخلى.. تلسعنى بحرارة إنسان حلمت أن أصادف.. و صادفت..
فتغيرت حياتى.. و رحلت..

عرفتُنى .. و عرفتك..
و عرفت أننا قد نكون، و إن لم يعرفنا غيرنا..


إلى ذكرى أحلى أيام رحلتى..

الأربعاء، أبريل 13، 2005

البريد المصرى

وقفوا عندكم.. ناوية أحكى حكاية عجب النهاردة

كنت نائمة عندما أتت أمى تبشرنى.. "الطرد بتاع أستراليا وصل.."
طبعا قفذت من السرير فرحة بلقاء الطرد الموعود..
المفروض يا حضرات إن هذا الطرد بعث به ألي من ديسمبر * اللى فات * من إذاعة استرالية لأنى فزت فى واحدة من مسابقاتهم.. و بضبط بعد أسبوع، راسلنى المذيع ليأكد انه بعث الطرد.. و كانت حكاية بالنسبة لى لأنه أول هدية أفوز بها من إذاعة خارج مصر المحروسة..
و فات ديسمبر.. و بعده يناير.. و أكيد فبراير.. و شكلكم لاحظتوا مارس.. * و الصراحة جبت آخرى *
فبعثت برسالة لإذاعتى أول إبريل أسأل عن الهدية * أه نظام استعباط يعنى *.. و إذا بهم مشكورين يأكدوا انهم بعثوا بها إلى .. – و الله يكرمه يعنى – تبرعوا بأنهم يبعثوا لى بواحدة آخرى..
و المفاجأة انه فى أقل من أسبوعين.. و صلنى الطرد اليوم..

اتركوا على جانب ان الطرد وصل فى أقل من أسبوعين.. و لا تبحثوا مع الشرطة " أين ذهب الطرد الأول؟!!!"
و اتركوا على الجانب الآخر "مين فتح طردى قبل أن يوصلنى؟!!".. لأ و الأغرب.. "مين اللى خاد حاجة من الحاجات اللى مكتوبة على الطرد من برة؟!!"

و الأعجب بقى.. المبلغ المبالغ فيه اللى وجب عليا أدفعه للبريد المصرى...

يالا.. هم قالوا قديما.. كل حى بياخد نصيبه..
و رزق الهبل على المجانين بردو

المهم بقى خلو بالكم معايا عشان أنا مستنية طرد تانى بس من ألمانيا المرة دى.. إبقو فكارونى لأنسى..
أسبكم بقى أسمع للإسطوانات و أستمتع بالكتب اللى وصلت

بى إس:
و نبى محدش يعلق على اللغة العربى العجب اللى فوق.. أنا بحاول أكتب بالفصحى..
لأنى إكتشفت انى مصرية جاهلة عربى.. و فضحتكم على إذاعة ألمانيا لما إستضافونى .. و لا عزاء لسيباويه..

سلاماتى

الاثنين، أبريل 11، 2005

فوق الضلمة

و الله من غير مقدمات.. دا زجل.. او شعر.. مش عارفة بجد ممكن أصنفه ايه..
بس هو دخل قلبى جدا جدا .. و حبيته قوى.. عشان كدة هشاركه معاكم.. و على فكرة أنا متأكدة إن "أحمد الديب" اللى كاتب الكلام دة.. فى وقت قليل جدا هيبقى كاتب و مشهور فعلا..
لإنه عنده إحساس عالى حقيقى..

فوق الضلمة
لما الدنيا تضلم جدا
بأمسك قلمي
و أقعد أشخبط
بأرسم كلمة
كلمة و كلمة حروف تتربط
أيوة ساعات الكلمة تخونني
طيف الفكرة بيهرب مني
جايز أتلخبط
لكن دايما
مهما الدنيا تضلم جدا
مبغمضش و أقول أنا خايف
بأفضل شايف
حلمي و أملي
لازم قلمي يموت ألمي
أصل أنا عارف
إن الحبر نقط من دمعي
نقطة بنور القمر الكاشف
تنزل تروي الورق الناشف
لأ
أنا آسف
تنزل تروي خدودي الأول
قبل ما تنزل
تروي الورقة

أكتر من رائع يا أحمد أنا هتابع أعمالك ديما.. إوعة تبطل

الثلاثاء، أبريل 05، 2005

هابى يعنى سعيد..

أممم.. الصراحة مش متأكدة إيه اللى فكرنى بالحادثة دى.. بس أنا فكرة لما مرة واحد قال لى إنى فتاة غامضة.. و صعب إن حد يعرف عنى حاجة
بس أنا جاوبته بالنفى القاطع و قلت : إنى كتاب مفتوح للى عايز يقرأ.. لكن المشكلة إن الصفحات فاضية
فرد عليا.. لاء.. أكيد فى حاجات مكتوبة.. و لو بالحبر السري

لكن الصراحة.. أنا مش متأكدة من حكاية الحبر السري دى.. لأن أنا مش لوحدى اللى صفح كتابى فاضية.. إنما دا جيل كامل يا سادة..
جيل ماشى تايه.. لا شايف مستقبل يحلم بيه.. ولا ماضى مشرف يغنى على أطلاله.. ولا حتى حاضر يختاره أو يقدر يغيره.. منهم اللى إنزوى مكفى على الكمبيوتر يكلم أى حد بعيد عن الواقع اللى عايش كل فصوله كل يوم.. يعيش حياة إختارها إفتراضيا يعنى.. و منهم اللى خدها من قاصرها و عاش حياته برده ، بس بليالى الأنس تدق على بابه..

و لنفرض جدلا إنه مكتوب بالحبر السرى.. بذ متكم دى تبقى حياة..!!
مدام بالحبر السرى تبقى ليا وحدى أنا.. حاجات مينفعش حد تانى يشاركنى فيها.. طب يبقى فين المجتمع و الناس!!؟

آه آه آه.. كل ما أفكر بعد الكام سنة اللى بدرسهم دول ممكن يحصلى إيه.. نفسى بتنسد..
لنفرض إن ربنا فتح عليا و جالى شغل.. – قادر يا كريم تفتح الأبواب المسدودة.. و تقربنا من اللى يفكها فى وش خلقك-- طب و بعدين!!
حَ عيد نفس الطريق اللى أجداد أجدادى مشيوا فيه؟ و لحد دلوقتى أبائنا مشيين فيه!!

عموما.. أنا لا مكتئبة ولا حاجة.. بالعكس.. الامتحان النهاردة كان مية مية * ما شاء الله.. الله أكبر*
لكنى فكرت.. أخرت الامتحانات التعجيزية.. أو حتى الامتحانات الهايفة فى كلية زى الهندسة.. ممكن تودينا لحد فين؟

عموما.. لو فاكرين صديقى اللى عرّفنى على عمى الكبير *صلاح جاهين*.. هو برده اللى عرفنى على الزجل دة لواحد اسمه *عمر نجم*..

أنا مش نبى
لكن بسعى عشان أكون يادوب بشر
من يوم مع الدنيا وعيت
و أنا مش سعيد
و كان مدرس الإنجليزى فى الصعيد
رجل كشِر
يصرخ.. يا عيال.. سعيد يعنى هابى
نصرخ وراه الكلمة
تخرج من حلوقنا على الشفايف
ولا عمرها دخلت قلوب

العدل من الدنيا إختفى
و أنا مش سعيد
أنا مش هابى*

* إياكم حد يسأل إيه العلاقه بين اللى كتباه فى الأول و الشعر دة..*