من هنا يتقبل العزاء

من حوالى إسبوعين حكالى صديق عن عشق والدته للنظافة. للدرجة اللى ممكن تفسد بيها الأشياء من غير ما تاخد بالها.. وآخر مغامراتها كانت مع الغسالة لما فكرت فى إكتشافها من الداخل.. وقد كان..
ساعتها حمدت ربنا على النعمة اللى أنعم بيها عليا فى حياتى الهادئة والمستقرة..

إلا إنى صحيت النهاردة على صوت حد بيدعبس فى دولابى.. وللمفاجأة وجدتها والدتى وفى إديها بعض قطع من ملابسى ومنهم بلوفرى المفضل!..
-- "ماما إنت ح تعملى إيه بلبسى..؟!"
-- " ح غسله"
-- " شكرا.. ممم بس ممكن بلاش البلوفر دا.. إنت عارفة أنا بحبه قد إيه.. أنا ح بعته للدراى كلين"
-- " دراى كلين إيه.. متخفيش ح نضفه قوام قوام.."

وقمت.. إتوضأت وصليت وقعدت أذاكر شوية.. أصل بكرة عندى إمتحان microwaves والدنيا قلبت ضلمة خالص. وإذا بى ألاقى والدتى داخلة وفى إديها البلوفر المزعوم وبتسأل:
-- " عندك إستعداد تلبسى البلوفر دا ع البنطلون؟"
-- " إزاى يا ماما دا قصير.. وإنت عارفة إنى بلبسه على الجونلة.."
-- " لا.. ما هو طول.."

ومن ساعتها وأنا بفتكر كلام الصديق وهو بيحكى عن مغامرات والدته. أقف و أطل طلة على بلوفرى المدعى عليه –الله يرحمه- و تبقى الدمعة ح تفر من عينى.. لو كان بيفهم كنت قلت له قد إيه هو كان عزيز على قلبى..
يمكن دى أهم عيوبى... تعلقى الشديد بالأشخاص وبالأشياء اللى بقابلهم فى حياتى.. كل واحد وكل شئ له ركن خاص ومعزة خاصة فى قلبى..

دلوقتى كل إللى أقدر أعمله إنى أدعو للبلوفر بالمغفرة والرحمة... وأقول لوالدتى: "الله يسامحك ياماما.... مش عارفة اذاكر وعندى microwaves"

سلاماتى..