ساعات متواصلة والكتاب واقفٌ على مكتبى، نتبادل النظراتِ فى تحدٍ ظاهر، فأحسستُ ببعض السخرية تتسلل الي أوردتى، تشبعنى ببرودة الماضى فى خفية متناهية..
بقعة زيت عالقة على صفحة مهترئة بلا غلاف تحت عنوان الكتاب.. "النبى" مكتوبة بخطٍ عريض أخضر، وتحتها بخطٍ أصغر قليلا "الطبعة الثانية"... ويسكن أعلى امضاء باللون الاسود...
أعبر للصفحة المقابلة لأجد نفس الشخص يخاطبنى عبر عصورٍ بعيدة. بنفس خطه ولكن نبرة قلمٍ أزرق مختلف..
لكنه هو.. من يكون ليرافقنى طوال رحلتى بين صفحات كتابى العزيز؟ من يكون لنلتقى هناك فوق الورق، يرشدنى بأقواله تارة ويلاطفنى بعلامته تارة أخرى...
تعجبتُ واحترت فى امره كثيراً..
يا هذا الصوت البعيد.. لمن تكون؟ وكيف أعرفك الآن.. وان فعلت هل ستعرفنى؟ وكيف يكون كتابك من أمتع ما قرأت، وتتركه وحده يطوف المكان حتى يستقر أمامى وعينه ملئ عينى.. يحملق بى فى تحدٍ وسخرية؟
هل هى روح الصدفة، أم حقاً مداعباتِ القدر؟
ظنى انك رحلت عن غيابات الحاضر ولم يُقدر ورثتك قيمة ما تركت، وظنى أننى سأرث باقى ما تركت فى يوما ما أيضا.. او لعلك اضعته مرة فى مكان لا تعرفُ كُنَته، فالتقفته يد حنون، صانته حتى وصلنى..
او ربما.. ربما اصابك نفسُ احساسى بالزحف الورقى على مكتبك الصغير، فاخترت التضحية... وقد يكون مجرد صديقٌ آخر لك استلفه فى ليلة منسية، وغاب وسط طرقاتِ الزمن...
وقد يكون...
أه.. أكرهنى حينما أجهل ويعجز تفكيرى هكذا..
لكنك أنت.. تبقى معى الآن منفردا تؤنسنى بصوتك، تحادثنى دون أن أعى وجودك.. ومن حيثُ لا أدرى..
بقعة زيت عالقة على صفحة مهترئة بلا غلاف تحت عنوان الكتاب.. "النبى" مكتوبة بخطٍ عريض أخضر، وتحتها بخطٍ أصغر قليلا "الطبعة الثانية"... ويسكن أعلى امضاء باللون الاسود...
أحمد محمد
القاهرة فى 14/9/1967
أعبر للصفحة المقابلة لأجد نفس الشخص يخاطبنى عبر عصورٍ بعيدة. بنفس خطه ولكن نبرة قلمٍ أزرق مختلف..
"لعل هذا الكتاب النفيس يكون من أمتع ما ترجم دكتور ثروت عكاشة. وأشهد بغير تواضع وبغير ادعاء ان هذا الكتاب من أمتع ما قرأت على الاطلاق"..
أحمد محمد..
لكنه هو.. من يكون ليرافقنى طوال رحلتى بين صفحات كتابى العزيز؟ من يكون لنلتقى هناك فوق الورق، يرشدنى بأقواله تارة ويلاطفنى بعلامته تارة أخرى...
تعجبتُ واحترت فى امره كثيراً..
يا هذا الصوت البعيد.. لمن تكون؟ وكيف أعرفك الآن.. وان فعلت هل ستعرفنى؟ وكيف يكون كتابك من أمتع ما قرأت، وتتركه وحده يطوف المكان حتى يستقر أمامى وعينه ملئ عينى.. يحملق بى فى تحدٍ وسخرية؟
هل هى روح الصدفة، أم حقاً مداعباتِ القدر؟
ظنى انك رحلت عن غيابات الحاضر ولم يُقدر ورثتك قيمة ما تركت، وظنى أننى سأرث باقى ما تركت فى يوما ما أيضا.. او لعلك اضعته مرة فى مكان لا تعرفُ كُنَته، فالتقفته يد حنون، صانته حتى وصلنى..
او ربما.. ربما اصابك نفسُ احساسى بالزحف الورقى على مكتبك الصغير، فاخترت التضحية... وقد يكون مجرد صديقٌ آخر لك استلفه فى ليلة منسية، وغاب وسط طرقاتِ الزمن...
وقد يكون...
أه.. أكرهنى حينما أجهل ويعجز تفكيرى هكذا..
لكنك أنت.. تبقى معى الآن منفردا تؤنسنى بصوتك، تحادثنى دون أن أعى وجودك.. ومن حيثُ لا أدرى..
هناك 11 تعليقًا:
اولا ... انا فرحان جدا لانى اعتبر اول من شاهد هذه التدوينة ...
ثانيا .. انا مش عارف اعلق على ايه بالظبط على كلماتك اللى عبرت فعلا عن مشاعرك من وانتى بتكتبى التدوينة
ولا على الصورة اللى فكرتنى بمكتبة جدى اللى كتبها معظمها بهذا الشكل سطر عليها الزمن كلمات ليست من الحروف ولكن كتجاعيد الوجه لا يراها الا من يدقق النظر ولا يلاحظها الا من تعود على مشاهدتها .. بقعة الزيت او قطعة الصفحة .. رقم تليفون من خمس نمر .. تاريخ مكتوب 30/12/1918 .. وردة ناشفة بين صفحات كتاب .. والعجيب ان الكتب دى بيبقي ليها رائحة مش عارف اوصفها رائحة الزمن ..
تحياتى لكى على تدوينتك الرائعة ..
واتمنى انك تزورينى ... والسلام ختام ...
مش هعلق علي التدوينة لاني اقل من ان اعلق عن تلك المشاعر ولكنها احساس رقيق والاجل من ذلك كلمات صلاح جاهين التي اخترتها لتكون عنوان مدونتك اتمني لكي كل توفيق
هنالك إلتقينا و ما أجمل مكان اللقاء
فكرتني بكتاب جبته و عليه إهداء من الكاتب لواحد إسمه زياد كان مكتوب
" إلى الصديق زياد ملحوظة الهدية لم تصل بعد و إمضاء الكاتب " كانت فعلا جميلة أوي و لغاية دلوقتي نفسي أعرف إيه الهدية اللي بيتكلم عليها الكاتب و زيلد
لذيذة جداالتدوينة دي. ترجمة عكاشة فعلا حلوة . بقولك ايه انت قرأتي النص الانجليزي للنبي؟
http://www.kahlil.org/prophet-1.html
يا تفاصيلك يا بلو
ممتعة وشغلتني
متعة الغوص في أفق غير محدودة
ربما كنت انا صاحب الأسم ولكنني لا أنتمي لهذا التاريخ
islam
كتجاعيد الوجه لا يراها الا من يدقق النظر
بل هى تجاعيد الزمن تصادفنا عبر الطريق
:)
حاضر ح زورك قريب يا اسلام بس اخلص من امتحاناتى و ارجع تانى بلو القديييييمة
كبير المتشردين
ليه بس متشردين؟
على اى حال.. منور... ومتشكرة لك كتير على كلامك الرقيق
مصرى
فعلا.. عارف وكمان مذكرات اللى اكبر منى لما افتحها والاقى شخبطتتهم
افضل اسال نفسى يا ترى كانوا بيفكروا فى ايه وقتها
يااه.... الاحساس دا ساعات بيكون اجمل من المقروء ذات نفسه
فيه لمحة من الحميمية الخفية كدة... رائعة
مختار العزيزى
مختااار.. ليه بقيت الحاج منستون؟ ما العزيزى احلى
;)
أه.. قرأت النص العربى و الانجليزى، وقد ذكرت كدة فعلا فى تدوينة سابقة.. ولو ان جبران مش هو محور التدوينة المرة دى
:)
بس متشكرة ع اللينك.. اكيد ح يفيد قارئ
film69
ربما...
اسم احمد محمد ليس بالاسم المميز على اى حال.. قد يكون آلاف اسمهم محمد احمد
لكنه هو... من يكون
:)
منور انت كمان يااحمد
;)
متشكر ليكى يا بلو على اطراءك فى تعتعتى المصغرة .. وارجوا منك برضه انك تبحثى عن الأنا قبل بحثك عن ال -هم - عشان تكمل بقى فلسفة ومنطق ونواقص عقلية فى متدرجات فكرية تندرج فى الجانب الإستدلالى البحت .. متشكر ليكى بجد يا بلو .
فيروز غنت مقاطع من الكتاب بالمناسبة.. أغنية رائعة اسمها "المحبة" في شريط بنفس الاسم..
ده طبعًا بغض النظر عن رأيي في فكرة الكتاب..
يااااه
اروح وارجع الاقيكي زي ما انتي
زي الوتر المشدود
اي حاجه صغيره تهزه وتخليه يطلع نغمات
بوست تحفه
انت عارفه انا بموت في الروايات القديمه بتاعة سور الازبكيه عشان كده
بتخيل الناس اللي مسكو الكتاب قبلي كمان الكتب القديمه ليها ريحه غريبه بس بحبها قوي
تاتي عندها روايه لاحسان عبد القدوس فيها واحد كاتب في كل صفحه تعليق و اراء في القصه كلام يفرس و يفطس من الضحك و في اخر الروايه خاطط امضته جنب اخسان عبد القدوس
عمار
حاضر، عينيا
جيرالدين
:)
من اى جهه معترضة على الكتاب يا داليا؟؟
كلام
ياسلام على كلامك الرائع
وتر مشدود حتة واحدة
الله يكرمك
بسبس
أه.... الريحة ما تتنسيش.. ومش عارفة انتى كمان لاحظتى كدة ولا لاء.. بس تحسى ان كل كتاب له ريحة غير التانية.. بس فى الآخر نكهتهم واحدة
:)
إرسال تعليق