الخميس، يونيو 01، 2006

نهار يوم


أول لما سمعته بينادى، نطيت فيه.. الجو حر والواحد قرفان بعد سكشن ممل، وبدى أغمق عينى وأفتح الاقينى فى بيتنا.. ولانى ماكنتش فى موود انتظار شئ عليه القيمة او اكثر احتراما .. ركبت الميكروباص..
غالبا بختار اى كرسى قدام .. مش بحب اطّوَح فى آآآخر الدنيا ورا.. ولكن النهاردة كان الكرسى الأخير هو الوحيد اللى فاضى.. قلت مابيديهاش وقعدت.... على يمينى كانت حاجتين بأكياس بلاستيك ضخمة، واضح ان كان فيهم فاكهة لان أول كلامهم كان عن الخوخ وأنواعه.. وميزة الخوخ العريشى عن الباقى.. والفراولة الحمرا والمهجنة.. والبطيخ.. وحبة قلبوا على المشمش والتفاح والكمترى... ساعتها انفتح الحاج الى قدامى فى موضوع شد انتباهه فى الجرنال اللى فى ايده لما كان بيقرأ.. فانضم للحديث شاب قاعد جانبه... حبة وجت سيرة حلقة العاشرة مساءا بتاعة امبارح.. والناس انفتحت فى مشاكل البلد وحال اللى فيها وكلام آخر أظن يمنع من الرقابة..

بعد فترة، وقف السواق فى نص الشارع.. غاب للحظات ثم رجع وهو بينادى "حد عايز ماية ساقعة؟".. يوووووه.. والناس انفتحت تانى فى مشاكل الماية وفاتورة الكهربا والتليفونات!!!... بس كان سواق دمه خفيف.. قعد ينكت ويقول "ادينا بندلع الزباين".. وساعتها بدأنا سباق الميكروباصات لما اكتشفنا الطريق اللى قدامنا زحمة.. بقى السواق يطلع من طريق يروح التانى ويخرم من التانى للتالت وهلم جر.. والناس وراه تقول "ملعون ابو الزحمة... يلا ياريس"... تشجيع ولا كإنه ماتش كورة رغم سواقته التعبانة وكسره اشارات المرور المتكررة...

استردت الناس أنفاسها ورجعت الحاجتين عن يمينى يكملوا الفصل التانى وبدءوا يحكوا عن برنامج شافوه مع حنان ترك بعد ما اتحجبت، وعبير الشرقاوى ومعرفش اسماء تانية مالحقتش التقتها... وايه بقى حكوا عن دلع بنات اليومين دول و الشباشب ام ترتر والسابوهات ام كعب احسن ولا الصندل ابو 39 من محل الشبراويشى...... وفى نص كلامهم طلع الحاج اللى قدامى -من تانى- يتكلم عن كاس العالم اللى جاى وتنظيم ألمانيا المفتخر وكالعادة انضم للحديث الشاب اللى جانبه...

سبتهم لحظة وسرحت.. غريب اللى بيجمع الشعب دة ببعضه.. برغم اختلافه وبرغم قربه او بعده .. فى شئ بيربطنا ببعض.. فى شئ يخليك تحس دايما انك مش لوحدك... الثانوية فى كل بيت... والفواتير على كل لسان.. الأسعار والشغل وسنينه.. كيلو اللحمة ورغيف العيش.. غداء امبارح وعشا بكرة... جنون العيال وسرمحت الشباب.. البطالة والعنوسة... حتى همومنا الاجتماعية الجوز وتحكماته والست وقرفها ... هممنا فى السياسة واحدة.. كلامنا واحد.. شكلنا فى اختلافه واحد... حركاتنا واحدة.. تكشيرتنا واحدة... حتى زفرات انفاسنا بنفس الهوا الفاسد... واحدة..

فكر لو ان اى حد من الركاب كان راكب عربية.. كان زمانه لعن ابو السواق بدل المرة الف لجل سواقته الطايشة الا انه ماحصلش.... ساعتها افتكرت جملة قرأتها لجمال الغيطانى.. انك لو فكرت تراقب المصريين فى الميكروباصات ح تلاقيهم على طول الخط مع بعض فى صف السواق و اللى برة اكيد اكيد الغلط من عنده... ولو تأملت لأكبر شوية ح تلاقى ان هو دا المصرى مع اهله وناسه.. وكل اللى برة همه السبب.. همه اصحاب نظريات المؤامرة...
ياااااه.. رغم ان السواق لففنا شوارع القاهرة.. والمشوار بتاع النص ساعة بقى ساعة ونص.. الا انى استمتعت بالحوارات الصغيرة ونشرات الأخبار المتنقلة... للدرجة ان لو ان الرحلة كانت اطول من كدة.. اكيد كانت الناس طلعت متصاحبة وواخدة تليفونات بعض ويمكن حتى يعزموا السواق مرة لجل كرمه فى الماية الساقعة والأجرة المتهاودة...

"آنسة.. المحطة"... نادانى وانا كنت طلة لبرة الشباك بفكر.. التفت وشفته.. رديت ابتسامته بسلامى.. رد عليا باقى الركاب "وعليكم السلام.. على مهلك.. وخلى بالك من نفسك"...

سلاماتى

هناك 15 تعليقًا:

ماشى الطريق يقول...

انا حاسس إنى كنت قاعد معاكى فى نفس الميكروباص
"المشروع حدانا"
مش إنتى اللى إديتينى الجنيه المقطوع
انا موافقك جداً فى اللى إنتى بتقوليه بس إنتى فعلاً قدرتى توصليلى الجو اللى كنتى فيه

Ahmed Shokeir يقول...

مين هايلم الأجرة

فعلا الميكروباص والأتوبيس نموذج للحياة المصرية الكاملة بكل ابعادها

حلوة المعايشة بتاعتك

Ahmed Rashwan يقول...

عنين مفتوحين
وقلب كبير
وخفة ظل
وإستيعاب للدنيا والدين
يخرب بيتك بجد

مراكب ورق يقول...

يا انسة مدي الخطاوي ولا يهمك
لسة الطيور بتطن
والطفل ضحكه يرن
مع أن مش كل البشر فرحانين
بس انا فرحان جدا بيكي

abderrahman يقول...

أنا بكره الميكروباص ..
يمكن لإني بأركبه وأنا مضطر .

غير معرف يقول...

:D ana 3reft leih 7'alleeteeny a2rah

kalam يقول...

تستاهلى التحيه
عشان عرفتى تطلعى من حاجه خنيقه زى الميكروباص بوست دافى زى ده

غير معرف يقول...

هذه هي مشكلة المصريين كما قال الغيطاني "مع بعض في صف السواق" ودي مشكلة لأن السواق مش دايماً على حق, زي الريس بالظبط وممكن بعد فترة يبقى إله لا يناله من الخطأ شيء

يا خبر كده لخبطت, وممكن أمين الدولة تعتقل كل الميروباصات

سلام

ody911 يقول...

حيقيقى أنا بحسدك على موضوعاتك الشيقة الجميلة
وبتمنالك الكثير من التألق والأزدهار
ولينا لقاء
أودى

GoGa يقول...

هاي لست
فعلا البوست جميل جدا أحييكي عليه
أول مرة أعرف ان الميكروباص بتحصل فيه حوارات زي دي يمكن عشان مابحبش أركبه كتير كنت باحب المترو عنه
وفي الغالب باخرب الدنيا وأركب تاكسيات أصلي باتخنق من الزحمه وباقول الواحد يشتري راحته بأي تمن
بس أنا ملاحظه ان الناس ألأيام دي بدأوا يتكلموا في أي مكان براحتهم بدون أي خوف رغم اللي بيحصل حواليهم من اعتقالات
مش دي برضه علامه صحيه؟

Ahmad El-Saeed يقول...

وارد جدا إنك تشوفى أكتر من كده فى الميكروباصات .... و لو جربتى مرة تقعدى فى نفس الميكروباس هيعدى كم هائل من الناس و كلهم مناقضن لبعض تماما

بس سرد القصص عندك متطورش قوى بعد الغيبة يا لست ... متهيألى فيه أحسن من كده

و بالمناسبة أنا رجعت للبلوجر تانى ... عايز الناس تفكر معايا بقى

www.ahmadelsaeed.blogspot.com

إبراهيم السيد يقول...

yaaaaaaaaaah, dayman ya eman, bab2a amazed with ur simple style...

ana min hewayaty rekoob elmicrobus(asl m3andeesh 3arabya) .... we begad, loved wat u wrote

santakarim يقول...

7alwa awy, we 3agbny ta7leel gmal al3'itany le mawdo3 al microbus, thnx :-)

غير معرف يقول...

Salams
Mashallah a good blog here.
Please take a look at my blog and link it up here if you think it of benefit.
Wasalam

layal يقول...

الصراحه عيشتيني بجو الميكروباص
حسيت اني بمصر واني راكبه معاك
تحياتي