وجوه مصرية

كنت واقفة أغسل المواعين بعد ما أكملت الــ "سيرفاى" بتاع حركة التدوين المصرية، وأنا بفكر أكتب عن تجربى مع التدوين وتدوينات أخرى.. وفعلاً بدأت بكتابة أول سطرين، ولكن مسحت كل حاجة. شئ دفعنى للكتابة عن شخصيتين قبلتهم اليومين دول وفرضين وجدهم عليا بشكل غريب.
إتنين مصريين، مش مهم إسمهم، ولا لونهم أو إسمهم، ولا حتى دينهم أو سنهم. المهم إن الدم المصرى بيجرى فى عروقهم لحد قلبك من غير ما تحس.

وتبدأ الحكاية إنى قررت أخد كورس فى لغة من لغات البرمجة –لظروفى الدراسية فى الهندسة مش أكتر- وكانت العقبة اللى وقفت قدامى هى طول المشوار ! كل يوم قبل أيام الكورس كنت أبص فى المرايا وأسأل نفسى "وح أروح المشوار دة كل يوم لوحدى!" . صحيح أنا من نوع البشر اللى يحب يعيش مع نفسه كتير، لكن اللمة والصحبة الحلوة تحلى خصوصا لو مشوار يومى يزيد عن ساعتين ثلاثة..

ومر أول يوم بسلام وأنا مستمتعة بمنظر النيل من حوليا فى الرايحة والجاية.. وعدى تانى يوم وعرفتهم.
بنتين من إسماعيلية كل يوم بينزلوا لقلب القاهرة فى عز الحر والقرف والزل عشان يحضروا الكورس وبعدين يرجعوا الإسماعيلية تانى.. وليه كل دة؟! عشان نفسهم يكونوا أفضل لنفسهم ولتراب البلد دى!!
أنا حتى دلوقتى –كل ما أتصور الفكرة- لسانى يعجز عن الكلام. بقى أنا اللى بشتكى من ساعتين، هما ست ساعات و فى الطريق الصحراوى.. و أنا اللى بشتكى من المواصلات، هما بيغيروا فى اليوم بتاع خمس مواصلات.. و أنا اللى كنت بشتكى من قلة النوم، إكتشفت ان كل واحدة منهم بتنام أقل من أربع ساعات عشان تواصل الشغل المكثف فى الكورس.

بجد فعلاً خلونى أبطل أتكلم للسنة اللى جاية.. إلا كلمتين: الله عليكى يا مصر، وربنا يحرسكم يا أجدع بنتين شفتهم فى حياتى كلها...

سلاماتى