الأحد، يوليو 10، 2005

نكهات مصرية


يمكن من طول المشوار اللى إتكتب عليا أو يمكن من تركيزى فى ساعتين الفراغ طول الطريق، إكتشفت اليومين دول أكتر حاجتين بحبهم فى المواصلات المصرية.
أصحى والدنيا بتشقشق قبل غيرى في الشقة ويمكن العمارة، أخطف فطارى، وأقول "إستعنا ع الشقا بالله". أنزل أجرى ورا الأوتوبيس -لاء نسيت الميكروباص قبل الأوتوبيس- و أقعد جانب المدير والمحاسب والمهندس والدكتور والعامل والفوعلى، ويبقى الشئ الوحيد اللى ممكن يفرق بينا هو طريقنا؛ أنا ح أكمل لآخر الشارع وغيرى ناوى يكمل للدوران الجاى؛ ونتوه إحنا الإتنين وسط الزحمة والأجسام المتلاحمة.

دايما بختار أتفرج ع الدنيا من شباك الأوتوبيس وكإنه فيلم سينما، أبدأ بالمؤثرات الصوتية من إذاعة مصرية، وأنتهى بحركات زووم دائرية أراقب الدنيا بعدساتى؛ وتبقى أكتر لحظة بستناها بالدقيقة والثانية لما نعدى من فوق كوبرى.
تصدق إكتشفت أخيرا إنى مَبخفش من الأماكن العاليا! أبص ع الشارع وهيجانه، عربيات يمين وشمال وأنوار حمرا وخضرا، وبينهم أمواج بتعبر للشط التانى. الكلاكسات أسمعها طالعة من جوايا، والوشوش كلها وشى أنا. ساعتها -وساعتها بس- أحس إن حضنى ممكن يساع الناس كلها الشريد والغريب، والتايه والوحيد، والنايم والقايم؛ حتى اللى بيعدوا الشارع واللى بيكنس الرصيف، والمتشعبطين فى الأوتوبيس، واللى بيكلوا على عربية الفول، واللى ع القهوة، والواقفين يتسمروا.

و أستعجب لما ألاقى عينيا تدّمَع م منظر النيل؛ مع إنه واحد رايق واخد طريقه قدامه ولا يهمه أمواجه تتعارك أو تتصافى. وأبدأ أفكر مستحيل يكون النيل أوله من وسط أفريقيا، مستحيل يكون لو نبع تانى غيرعروق مصرية. النيل دا جدى وابن ابنى، النيل دا نفسى ونفسك وكل مصرى. وصدقونى ساعتها أحس إن أغصان أشجاره بتتمايل بنسيم له نكهة برضو مصرية وتضلل عليا وأنا ف الأوتوبيس! فأغنى : يارتنى زى الموج فى النيل.

إنما أحلى لحظة بحبها بجد لما أبص من فوق الكوبرى وألاقى النيل تحتى، إحساس غريب بيهجم عليا، بإن كل الطرق والشوارع والحرات والأزقة والكبارى والعمارات وحتى العربيات والعجلات، كلها محفورة شرايين تجرى فى كلى – زى النيل- لقلبى.

سلاماتى

هناك 20 تعليقًا:

غير معرف يقول...

انا رسمياً بحقد على ملكة الكتابة اللى عندك...
و اول مرة نكتشف مواهب حضرتك الاخراجيه ( بس لو حتعملى افلام يا ريت البطل\ة ي\تموت فى الاخر علشان الواقعية)...

African Doctor يقول...

أحس إن حضنى ممكن يساع الناس كلها الشريد والغريب، والتايه والوحيد، والنايم والقايم؛ حتى اللى بيعدوا الشارع واللى بيكنس الرصيف، والمتشعبطين فى الأوتوبيس، واللى بيكلوا على عربية الفول، واللى ع القهوة، والواقفين يتسمروا.

رائع رائع
تعبيرك قوي و بسيط في نفس الوقت
أعجبني أيضاً ما ذكرتيه عن الميكروباصن أحسست إحساس مشابه و أنا عائد من المنيا الأسبوع الماضي عندما ركبت الميكروباص

mostafa يقول...

النيل؟ هل تعرفون النيل في بلادكم التي تسمي القاهره؟ غريب ؟
" لو كنت من نيلكم لأرتحلت بعيدا عنكم لماذا؟ لأنكم تلوثونه بقاذورتكم وبذلك الخازوق المسمي برج القاهره "
من غرفة المصادفه الأرضيه لمجيد طوبيا

shady يقول...

البرج له حكايه
اما بالنسبه للخازوق فهو فعلا خازوق اخذوه ولاد العم سمسم

Al Sharief يقول...

WAW Ya Tadry
See I told you enti Tadry we Noss...
Beacuse you know how to say All that very well , indeed your talent compares to the same joy I get from the Master Salah Jaheen.

The common Factor is that you both love Egypt & the Nile That much & and almost Identical "Natural way"

Aladdin يقول...

لم أكن أدري لم أحب المشي فوق الكوبري النازل إلى مكتبة الديوان بالزمالك - هناك النيل (كما اراه) أكثر زرقة من أي مكان آخر.. النيل زينا هادي وطيب وحمول بس غضبته برضه وحشة اوي. مش كده؟

Guevara يقول...

إيه الشعر الجميل ده؟؟ بسيط و حلو فعلا ً ... إحساساك بالنيل خلاني استغربت جداً .. أنا اسكندراني فبحس برهبة و جلال و روعة مشهد النيل لما أشوفه كل فين و فين لكن ما تصورتش إن ممكن واحد بيشوف النيل كل يوم يتكلم عليه كدة

الله ينور يا لستُ أدري و ..إلى الأمام

wa7ed mn masr يقول...

لست أدرى : تدوينة تجنن ، أكتر من هايلة
و كمان فكرتينى بذكريات جميلة ، زمان فى أول سنة جامعة ، و الأتوبيس معدى فوق النيل فى الشتا الصبح بدرى و الاقى صوت عبد الوهاب كل يوم فى ودانى و هو بيغنى النهر الخالد و بيقول :سمعت فى شطك الجميل ما قالت الريح للنخيل ، و ساعتها تحسى بالهارمونى الجميل اللى بتحكى إنت عليه ، إن كل الناس و النيل و الشجر و دار الأوبرا بعدها بشوية منسجمين فى سيمفونية جميلة و طبعاً أحياناً بيطلع واحد من متخصصين القبح يعمل نغمة نشاذ لكن دايماً السيمفونية بتبقى جميلة
ياه ه ه تعرفى أنه وحشنى أوى

Lasto-adri *Blue* يقول...

Bavalovti:
إنت ح تقوليلى إنت كمان.. !
بس أنا بكبر الكلام وأنا فى الأوتوبيس.. انا بحب أتمزج بالمناظر ع رواقة
;)

Sheryous:
أعوذ بالله م عيون الناس يارب..
متخفش أنا كل أفلامى بتكون على قافية نهايات "فاتن حمامة"

African doctor:
أولا نورت البلوج.. عقبال المرات الجايا..
ياااه.. أنا بحب الإحساس دا جدا.. بيخلينى أحس إنى قريبة من الناس كلها..

Lasto-adri *Blue* يقول...

Darsh:
النيل دا مش عندنا وعندكم.. النيل دا هو اللى روانا كلنا.. لو كنت فى الأسكندرية ولا سوهاج ولا اسمعيلية.. ولا القاهرة..
ولعلمك بقى.. أنا أعرف النيل أحسن منك لأن أصلى *لوالدى*م الريف.. وياما قعدت ع الساقية والطرمبة واستمتعت بمنظر الغروب ع الترعة..

Shady:
و إيه الحكاية ياترى؟!

Steli:
هههههه .. نصيحة إوعى تجرب الميكروباصات.. النهاردة لسا واحد مقلوب قدامى.. لكن ما باليد حيلة..
بص إنت تعالى واستمتع بالنيل بس.. صدقنى ما حتلاقى أى نهر مهما كان زييه..
دى كانت إذاعة الأغانى على فكرة من الراديو بتاعى
و إقرأ ردى ع البلوج عندك
;) ;)

Lasto-adri *Blue* يقول...

Al Sharief:
الله يخليك.. أنا وصلاح جاهين؟! دا شرف كبير عليا قوى وطهرى مش ح يستحمل أشيله كتير..
أنا واحدة على باب الله.. بس بحب مصر قوى

Aladdin:
أكيد وهو إحنا يعنى ح نجيبه من برة.. تلت أرباع البلد عندها الضغط.. ولا إيه رأيك؟!

Guevara:
انا كمان بحس الرهبة اللى بتتكلم عليها كل ما رجلى تلمس شط اسكندرية..
يمكن دا شئ جوايا يخلينى أحن لأى حاجة لونها أزرق.. النيل والبحر وحتى الترع.. لستُ أدرى!!

Wa7ed mn masr:
روح روح هناك أول ما تفدر.. سيب اللى فى إيدك وإمشى على كبرى قصر النيل.. صدقنى والله ح تنسى كل همومك م المنظر..
وسيبك من متخصصين القبح.. دول بقوا زى الهم ع القلب.. إنساهم وإستمتع بأغنية عبد الوهاب.. لعلمك دى من أحلى القطع الموسيقية اللى بحب أسمعها بس وأنا ع البحر وقت الغروب..!!

salateenoo يقول...

نفس إحساسي لما بمشي في منطقو وسط البلد واشوف العمارات القديمة..اللي الزمن حفر عليها ساعاته وايامه وسنينه...لازم اروح مدخل العمارة واشوف اتبنت سنة كام....لأن أعلب العمارات القديمة كانوا لازم يتموا بحاجتين ....يحطوا ليها اسم ...ويكتبوا سنة البناء...معرفش ليه ...ممكن عشان كانوا عارفيين ان البشر والأحداث هتمر وتتنسي ...واللي هيتبقى هوة العمارات....دايما أقف قدام المبنى واقعد افكر مين العائلات اللي كانت ساكنة هنا ...يا ترى هل كان فيه باشوات ولا ناس عاديين....ياترى كانو يهود ولا لأ....لأن بيقولو ان وسط البلد كان مليان يهود....ولحد دلوقتي في محلات اساميها يهودية موجودة لحد دلوقتي....تاريخ جميل....ونفس الحام اللي ديما بيطاردني...ياريتني كنت ارجع واعيش في الزمن ده ....

Lasto-adri *Blue* يقول...

Steli:
ya.. there isn't any difference i know, but yet the flavour..
btw: i was thinking of the song :emta el zaman.. on myway back home today.. i felt this eagerness to sing it.. and so i did :$ just in the middle of the bus ;)
don't you think life gets even better with such crazy pop ups ;)))

salateenoo:
الله عليك.. عارف وكمان العمارات اللى فى منطقة هليوبوليس.. عجيبة فعلا وتخليك عايز تقف تتأمل ساعات وساعات ومتزهقش..
يا سلام عليكم يا أهل الفن زمان.. أهم دول اللى نقول عليهم بيعملوا مش عشان لازم يعملوا ولكن عشان ده مزاج عندهم.. يارتنا نرجع كدة

محمد هشام عبيه يقول...

مدونة ناعمة ورقراقة كماء النيل يالست أدري ، هذا النوع من الكتابة هو الذي يسكن القلب ويترك أثار فيه..لأنه ببساطة يجعل القاريء يرى ويتنسم ويسمع ..
دون أي مجاملة..نص رائع

AZ يقول...

لو كنت قريت الكلام ده من 3سنين كنت سقفتلك لكن حاليا حسيت بالغضب من كل الحاجات اللى سلبتنى الاحساس بالممتعه فى المواصلات وعلى كوبرى قصر النيل

Lasto-adri *Blue* يقول...

محمد:
شكرا جدا.. أخجلتم تواضعنا

AZ:
بصيلها من الناحية المشرقة يا بُُنيتى..
صحيح الدنيا بتكون زلعة.. والشوارع تسد النفس لكن أنا بحب أشوف الناس وهى متحركة.. ساعات بحس إنى عايشة، لأنى واحدة منهم.. أنا مش لوحدى!

Ahmed:
أنا رحت البرج قبل كدة وكان عندى نفس الإحساس، ههههه بس دا كان من زمااان
مع الأسف مرحتش المنطقة اللى قلتلى عليها، بس أنا قعدت على الساقية قبل كدة فى الريف
أما إيه زى دى حبى أنا.. تقول اللى هى عايزاه.. كلامها على قلبى سكر

MoonLightShadow يقول...

More than great ya blue.. I guess people here said it all. I enjoy that looking from the window as well. Watching people, wonder where ary they going.. It used to be a great feeling.

Lasto-adri *Blue* يقول...

" It used to be a great feeling."
it should alwasy b ya moon ;)

غير معرف يقول...

brilliant and awesome
u must b proud that u've written smthng like this

فتحي إسماعيل يقول...

ولا كلمة ولا همسة
ولا تعليق ممكن اقوله غير
ان انت انا