الجمعة، أغسطس 25، 2006

يعنى ايه كلمة وطن

تلك الأحاديث العابرة هى ما تحفر داخلى قنوات تنفذ منى لنفسى.. لا أنساها أبدا.. وان نسيتها بقت كما هى سحابات

قالت برنادت ذات ليلة لعلاء و هى تعد الشاى:
- هل مصر بلد جميل

فكرت قليلا ثم قلت :
- لا ادرى انا لم اتساءل قط ان كانت امى جميلة ام لا انها امى و كفى لنقل ان ملامحها تشعرنى بالألفة و الراحة

- لكنك فررت منها اعنى مصر لا امك طبعا

-هناك لحظة تجدين نفسك عاجزة عن اضافة او تغيير شئ كل ما تكرهين لا يتبدل و كل ما تحبين يتم تدميره بعناية و دقة عندها تشعرين بالاحباط و تتساءلين : لماذا لم يحبنى هذا البلد كما احببته ؟ ثم تشعرين بالياس و تفرين و الامر فى النهاية يتلخص فى ان خلاياى مصرية سواء اردت او لم ارد

و ساد الصمت

كنت احلم احلم بصوت الشيخ (رفعت) يقرا القران قبل الافطار فى رمضان احلم بطبق الفول المعدنى مع رغفين و بصلة على عربة يد بالذات على عربة يد رائحة الطباق من مقاهى الحسين صوت خرفشة الثوم فى المطبخ ضمن طقوس اعداد التقلية رائحة التقلية ذاتها النيل وقت العصر الشاى على الفحم و الذرة فى الحقل (زينات صدقى) العانس الابدية و حاجب (فريد شوقى) الايسر مباراة الاهلى و الزمالك مذاق الدوم فى اثناء العودة من المدرسة

من الغريب ان هذه الاشياء تثب الى ذهنى تلقائيا حين اتكلم عن مصر لا يثب الى ذهنى الكرنك و النيل و الهرم كما علمنى مدرس التعبير فى المدرسة و لكن عشرات التفاصيل الصغيرة التى لم اتخيل الحياة من دونها قط و لو تحدثت عن التقلية فى موضوع التعبير لنلت صفرا


إن وطنك هو المكان الذى إرتديت فيه أول سروال طويل فى حياتك..ولعبت أول مباراة كرة قدم..و سمعت أول قصيدة..و كتبت أول خطاب حب.. و تلقيت أول (علقة ) من معلمك أو خصومك فى المدرسة..وطنك هو المكان الذى ذهبت فيه للمسجد أول مرة وحدك..و خلعت حذائك متحديا صديقك أن يقف جوارك لتريا أيكما أطول قامة..وو طنك هو أول مكان تمرغت فيه على العشب فى صراع دام مع صديق لدود من أجل فتاة لا تعرف شيئا عن كليكما..! .

سلاماتى

ليست هناك تعليقات: