اكاد اذكر تلك الملامح الغامقة لذلك اليوم البعيد. ربما سنون تفصل بينى وبين شبح ذلك المشهد، لكنه لا يتغير أبدا. نفس الهمسات والنظرات المنحنية ونفس الأسى المطبوع على الوجنات.. سيأتون إليك، وسيخفضون أصواتهم قليلا.. سيرسمون علامات الضيق، وربما يزرفون بعض الدموع لينقلوا الخبر ...
"انا لله وانا اليه راجعون"!
ستصمت لحظة وربما لحظتين، ستصدم، ستصدم وتفقد الاتزان لفترة قد تطول.. ستتجمد عروقك وتنتصب واقفا من القشعريرة.. وتتمنى لحظتها لو انك لم تكن.. لو انك لم تخلق.. لو انك لم تعرف تلك القصة ولم تسمع تلك الأصوات وهى تتعالى من قريب مختلطة بذلك النحيب المريب..
"البقاء لله"..
شخص آخر لا يمت لك بصلة، مجرد زميل.. عابر سبيل فى طريق حياتك لكنك عرفته فقد لتشاهد مشهده الأخير.. ستصرخ فى داخلك بأنين "اصمتوا... اخرسوا الى الأبد.. كفى"!! ثم تمشى فى طرقات المبنى العتيقة وتلاحظ الملصقات على الحائط.. ستقرأها وتعض على اسنانك.. "ألا يكفيكم... الا يرضيكم"... وستطلب من السماء لو انك قد فقدت بصرك بضع ثوانى فلا ترى كلما مررت بجانب واحدة منها..
تلك الأحداث كانت تقتلنى.. تخنقنى فى مكانى.. تنزعنى من زمانى فلا أدرى ماذا اقول.. لكنها لا تتغير ابدا.. ولا هم يتغيرون.. دائما يأتون بنفس طبقة الصوت ونفس علامات الضيق المرسومة على كل الوجوه ونفس الدموع المصطنعة وينقلون خبر عن عابر سبيل غيره مر عما قليل.. ولكنه شئٌ واحد -فقط- تغير..
أنا..
أصبحت لا أتصلب فى مكانى حينما أسمع.. أصبحت أقرأ الملصقات على الطرقات وأحضر الجنائز معهم.. أشد على أيدى العائلة وأرتسم فى عيونى وصوتى الحزن..
"انا لله وانا اليه راجعون"..
اقولها فلا أعى منذ متى لم اتعجب سهولتها.. لم تكن أبدا كذلك.. لكنها أصبحت الآن كسلامٍ ألقيه على كل عابر سبيل يذهب دون أن يقل وداعا..
و اصبحت -أنا- مثلهم.. لا ألتفت أبدا..
"انا لله وانا اليه راجعون"!
ستصمت لحظة وربما لحظتين، ستصدم، ستصدم وتفقد الاتزان لفترة قد تطول.. ستتجمد عروقك وتنتصب واقفا من القشعريرة.. وتتمنى لحظتها لو انك لم تكن.. لو انك لم تخلق.. لو انك لم تعرف تلك القصة ولم تسمع تلك الأصوات وهى تتعالى من قريب مختلطة بذلك النحيب المريب..
"البقاء لله"..
شخص آخر لا يمت لك بصلة، مجرد زميل.. عابر سبيل فى طريق حياتك لكنك عرفته فقد لتشاهد مشهده الأخير.. ستصرخ فى داخلك بأنين "اصمتوا... اخرسوا الى الأبد.. كفى"!! ثم تمشى فى طرقات المبنى العتيقة وتلاحظ الملصقات على الحائط.. ستقرأها وتعض على اسنانك.. "ألا يكفيكم... الا يرضيكم"... وستطلب من السماء لو انك قد فقدت بصرك بضع ثوانى فلا ترى كلما مررت بجانب واحدة منها..
تلك الأحداث كانت تقتلنى.. تخنقنى فى مكانى.. تنزعنى من زمانى فلا أدرى ماذا اقول.. لكنها لا تتغير ابدا.. ولا هم يتغيرون.. دائما يأتون بنفس طبقة الصوت ونفس علامات الضيق المرسومة على كل الوجوه ونفس الدموع المصطنعة وينقلون خبر عن عابر سبيل غيره مر عما قليل.. ولكنه شئٌ واحد -فقط- تغير..
أنا..
أصبحت لا أتصلب فى مكانى حينما أسمع.. أصبحت أقرأ الملصقات على الطرقات وأحضر الجنائز معهم.. أشد على أيدى العائلة وأرتسم فى عيونى وصوتى الحزن..
"انا لله وانا اليه راجعون"..
اقولها فلا أعى منذ متى لم اتعجب سهولتها.. لم تكن أبدا كذلك.. لكنها أصبحت الآن كسلامٍ ألقيه على كل عابر سبيل يذهب دون أن يقل وداعا..
و اصبحت -أنا- مثلهم.. لا ألتفت أبدا..
هناك 15 تعليقًا:
يقال إن كثرة المساس تقلل الإحساس..
ربما استغرقت سنوات حتى وصلت إلى هذه الحالة..
لكن ألم تلاحظي نظرات طفلة تحكي عن فقد أهلها في حرب استغرقت شهرا واحدا؟!
ألم تلاحظي طفلة قصف أهلها على الشاطيء في يوم واحد كيف صارت بعد أسبوع؟!
إن لم تتكيف تمت!..هي قاعدة تسري علينا جميعا!!
3andek 7a2 ya Lasto ...ana mesh 3aref a 7ekayet el mood el ka2eeb elly kollena feeh da ....da e7na lessa fe el 3eshreenat !!! we lessa talaba ....2ommal lamma newsal 40 walla 50 sana haneb2a 3amleen ezzay !!!! ya rab efregha men 3andak !
انا فعلا ملاحظ الموضوع ده معايا لدرجه اني ما حستش بوفاه جدي - رحمته الله عليه- غير بعد وفاته باسبوع وكنت لسه في عزا عمة واحد صاحبي وهو بيقولي الخبر قلتله مصر نقصت واحد اهه عشان الزحمه بعديها حسيت انه هايولع فيا فعملت متاثر و الحبتين بتوع كل عزا بس مش عارف من ايه جايز من كتر ما الواحد اتعود انه يصحي يلاقي في الاخبار وفاه الف شخص غرقا وميه حرقا واخيرا خمسين قطرا
بي اس:- اشمعني انتي هاريانا بي اسات
اول مره ازور البلوج بتاعك وتقريبا قريته كله في افكار حلوه وطريقت كتابتك لذيذه جدا
بي اس : تاني
انا عايز اقول للكابتن سيلفر اننا عجزنا عشرينات ايه ياعم احنا اخرنا مع البلاوي دي 25 سنه ونكون يا اتجننا يا موتنا مالقهر
ثانيا ماهو موضوع طلبه ده لوحده مصيبه انت تقعدلك اربع خمس سنين -ده الناس العاديه طبعا- في كليه تاخد علي قفاك ما تقلش لا وفي الاخر تطلع باحلي مقلب في حياتك وانت قاعد عالقهوه بعد التخرج وابفي سلم لي عالتفاؤل
آه منها الأيام.. والله يا بلو فكرتينى بموقف فعلا حزين جدا جدا هو موت جدى وعمى فى شهر واحد ,تحديدا الفرق بين موت جدى وبعديه عمى 15 يوم بالظبط فعلا كان موقف صادم والى الآن كل ما افتكر حاجه عنهم من اى واحد من قرايبى اكاد اكون على وشك العياط كدا لكن بتمالك نفسى واقول لعل وعسى الموت يكون فعلا راحة ليهم ويكونوا فى الجنة دلوقتى ؟ والله يا بلو فعلا مواقف تشيب لكن الموت دا يعتبر سنة الحياة عشان كدا نفسى الفت انظاركم لشىء مهم اوى إن الشىء لو بصينا ليه من جانبه السلبى مش بنشوف كل الجوانب التانية لان السلبى مهما كان بسيط بيغطى على جزئه الإيجابى مهما كان واضح وكبير عشان كدا الموت فعلا حق وكلنا مؤمنين بيه اهم شىء ندعى ربنا بحسن الخاتمة وبالجنة بعد الموت مش اكتر واشكرك بشدة على لفت انظارنا لأمور فعلا موضوعية جدا جدا ربنا يكرمك يا بلو
عمار
الموت هو موقف من المواقف الكتيره اللي مبعرفش اعمل معاها رد فعل مظبوط
انا عندي ردود الفعل متأخره و ده عاطفيا و جسدبا
يعني مثلا لو قرصتيني احس الوجع بعد ثانيه .. لو خضيتني تحسي اني صرخت بعد ما ادركت ان دي خضه
مش عارفه الموضوع مش بيبان غير للي بيعيش معايا
حتى في المواقف المهمه زي الموت أو المرض .. بعد الحدث بوقت ببتدي استوعبه
عامة ده شيء مش كويس بس فعلا ده غصب عني في حاجه غلط في
my reflex mechanism
يعني ردة الفعل
انا غير متبلدة المشاعر.. لا على الاطلاق
كان نفسي اكون زيك في الاول بهذه الدرجه من الحساسيه
عندما قرأت قولك
ونفس علامات الضيق المرسومة على كل الوجوه ونفس الدموع المصطنعة
ابتسمت .. لأني نفسي اعرف اصطنع .. عنما مات عمي اندهش زوجي لردة فعلي الهادئه فقد كان مريضا جدا و كنت احرص في السؤال عنه لكن عندما مات و لأنه كان شيء متوقع كنت هادئه
و خصوصا ان علاقتنا قبل مرضه كان شبه مقطوعه
تعجبني جدا فرددت عليه .. أنا لا اعرف كيف اصطنع ابدا
و يمكن ده أحد عيوبي الأخرى
نفس الموقف بناخدة في زيارة المرضي والأفراح ولا احنا فرحانين ولا احنا اسيانين.. مجاملة مش اكتر
انا بطلت اروحهم كلهم من زهقي مني .. من رد فعلي البطئ اوقات والمنعدم اوقات
من المحزن ان حياة انسان تكون مالهاش قيمة.... اتعودنا على الموت زي ما تعودنا على حوادث القطر و الشهداء...و للأسف ما فيش حل بايدنا غير الصبر و الحسبنة و الدعاء و تحنب الجرايد و الأخبار
yahya ayash
معاك حق.. بس لاى مدى ممكن الانسان يتقبل التكيف؟
تلك هى مشكلتى
!!
captin
عذرا.. انا مش فى العشرينات حاليا.. ولكنى فى ال62 للأبد
epitaph
لو كملناها قلبه بيوجعه.. صدقينى ما ح يعفوا عنا
noor
اهوه يا سيدى لغيت البى اس فى الموضوع دة بناء على طلب صديق قديم
فا ان شاء الله ح عمل على انقاص البى اسات بتاعتى
بس بى اس: مش ناقص غير سنة واحدة سواء ليا او الكابتن عشان نعرف حقيقة القهاوى.. بس انا ح قضيها شبابيك
منور هنا
عمار
متشكرة يا عمار على كلامك اللطيف دائما وتشجيعك
بس.. مم.. انا كنت حقيقى بوصف حالة خاصة جدا فى الكتابة دى
لانى قبلها بدقائق كنت سمعت عن وفاة زميل دراسة.. وحقيقى ماعرفش عنه غير اسمه فقط
كنت فى السابق بتلخبط وتصبح مأساه -خصوصا ان لى تجربة سابقة مع صديقة عزيزة اتوفت فى حادثة أدت لشبه انهيار كامل للفتيات ايام المدرسة، واكيد انا منهم
لكنى استعجب حاليا عن روح البلادة اللى استحكمت منى
حقيقى لا أعرف كنتها
farida
احيانا هول الصدمة بيمنع الانسان حتى من اتخاذ رد فعل مناسب وأعتقد فى ذاته اكبر دليل على رد فعلك.. بس ربما اتخذ شكل آخر مختلف عن باقى أنماط البشر
وساعات برضو مش دايما الحزن المصطنع دليل على التأثر.. بالعكس دا بيصبح مع التقادم فى العمر نقمة على الانسان لانه بيفقد الاحساس بأهم مظاهر الحياة وهى الحزن
!!
رغم صعوبت اجتياز مسافاته الا انه مهم فى حياتنا.. وارجع تانى أقول .. دا اللى صدمنى فى رد فعلى أمام نفسى
مش عايزة افقد الاحساس
saso
دا حقيقى... خصوصا عيادة المريض وان كان فرد غريب عنا.. فى أغلب الاحوال بحسه مجرد عادة فقدت طعمها
وحتى الأفراح فى أحوال كتير بحسه نوع من النفاق الاجتماعى -من غير سبب محدد- بس بروح واطبع ابتسامة باهتة على وجهى وفى قرارة نفسى عاجزة عن الاحساس باى فرح او سرور
بس عادى.... لايمكن ننقطع عن عياة المريض او حضور الجنائز او حتى الفرح للافراح... المهم بس طريقة رد فعلنا -اكرر تانى- ماتصبش بالبلادة الظاهرة بالمنظر دة
!!!
dee
مم... تفتكرى لو استغنيتى عن الجرايد يا دىى تقدرى تستغنى عن المجتمع المحيط؟؟
حتى لو قلنا الدعاء والصبر.. احيانا بشعر بانعدام الثقة فى نفسى بتأدى بالتبعية بانعدام الثقة فى معتقدام متوارثة كتير -اعتقد فى هجوم ح يحصل حاليا- بس لاء بجد.. احيانا بيغلب عليا جانب ضعفى وشرورى النفسى... وماحسش بفرق ملحوظ.. بالعكس
ممم.. معرفش
و الله عندك حق...اصعب حاجه ان يجي حد في موقف زي و يحاول يبقى حقيقي و هو مش كده و بالذات ان لو كان اللي مات ده حد عزيز علينا
انا عمر ما في حد مات وكنت اعرفه وحسيت اني زعلت عليه
ليه مش عارف ممكن بكون حزين شوية من جوايا لكن مش زي باقي الناس حواليا
يحس ان انا مجنون ومعنديش مشاعر ومش بحس لان كل الناس زعلانة وبتعيط وانا لأ
على الاقل انتي بتعرفي تقولي "انا لله وانا اليع راجعون " لكن انا يوم ما مات جوز عمتي المفروض اني كنت اقول لولاده كده لكن ماعرفتش واول ما جيت اقولها كنت عايز اضحك مش عارف ليه بس بعد كده انبت نفسي لاني ما عرفتش اعبر عن مشاعر حزن ولو بسيطة غلى الرغم من اني كنت بحبه جدا
انتم سبقتم اما نحن الاحقون
تعرفي انا لما كتبت قصيده نصب الصوان ... حاسس انها بتحقق معايا كل يوم
بس بدل ما نقول انا لله ... وانا
حنقول
انتم سبقتم اما نحن الاحقون
النص مكتوب بشكل جميل جدا
فكرتيني باللقطات الاولى في فيلم مدينة الملائكة
حاجتين سبب الموضوع ده التكيُف زى ما قال يحيى عياش او الوعى اكتر من الازم بالدنيا اللى احنا عايشنها و ساعتها بتبصى للحياة و الموت على انها دورة طبيعية و العلاقة اللى بتموت كان لازم هاتموت يعنى مافيش مفاجأت مفيش دهشة و لا تصلب و لا سعادة و لا حزن و لا اى حاجة
amira
دا حقيقى
منورة البلوج
hero
يمكن عشان زى ماقال ملك.. وعى أكتر من اللازم بدائرة الحياة
انا افتكر ان اكبر صدمة لى فى موت حد كانت فى صديقة عزيزة زى ماقلت قبل سابق... ولحد دلوقتى مش مستوعبى معنى انها اختفت فجأة من الحياة
adm
طب ما دا حقيقى فعلا.. فى يوم من الأيام راح كلنا مانكنشى تانى
محمد أبو زيد
متشكرة قوى.. دا كلام ح فضل فكراه دايما
ملك
بس سعات أبصت الحقائق فى فجئتها بتصدم
زى مثلا تكون متوقع لانك بالسقوط -لاقدر الل-... بس غصب عنك لما يسقط (مع انك عارف مسبقا) بتضايق
دا الانسان
وحتى علاقتنا بالموت والحياة رغم معرفتنا بيه مسبقا بيصدم
وحقيقى لازم يصدم عشان نفوق
منور يا ملك
إرسال تعليق