هى جت معايا كدة

واحشنى قوى منظر الغروب من بلكونة بيتنا القديم.. كنت كل يوم أقعد ع البلاط فى البلاكونة –مربعة الرجلين- جانبى الراديو شغال على اذاعة أم كلثوم يشدوا بكل ما يهفو له الفؤاد.. وفى ايدى بقى كتاب بقرأه.. او شئ بكتبه.. وساعات ملوخية بخرطها او بامية بقمعها –على أساس بساعد أمى أو شئ من هذا القبيل -.. وأوقات كنت بس أقعد ساعة تجلى وأستمتع بالغروب..
اللون الأحمر ع البرتقالى وهو بيختفى وسط السما الزرقا من ابدع اللوحات اللى عينيا عرفتها.. واللى مكان ما بروح بتكون أول منظر أدور عليه... وقد كان لما سافرت الاسكندرية من كام اسبوع، قعدت قدام البحر مع أصحابى اللى طلعت معاهم الرحلة.. وتقريبا كنت معاهم ومش ومعاهم فى نفس الوقت... كنت قاعدة بجسمى.. بس كلى كان مع البحر ومنظر الشمس والشط من بعيد.... فضلت أدندن أغنية بحبها ونسيت مين كان بيسأل ايه واحنا مين وفين وليه!!

و دا كان –تقريبا- أول لقاء يجمعنى ويا الغروب من اكتر من سنة كدة... من ساعة ما عزلنا لشقتنا الجديدة... واللى بسبب العمارات العالية اللى حوليا من الأربع جهات مابقتش أعرف أتطلع غير لخيط بيتسلل لأوضتى من ورا الشيشان اللى غالبا مقفولة طول الوقت، عشان ببساطة عيون الجيران اللى مابتصدق شباك يتفتح وهاتيك بحلقة!!
حتى لو قلت أفتح الشباك والناس نيام نيام أشوف القمر ولا أعد النجوم .. فى الغالب حد ما ح يفتكرنى غرقانة فى الحب لشوشتى... و الأغلب مش ح لاقى القمر ولا النجوم... مش لان القمر مش باين ولا ان النجوم تايهة.. بس لان السما هنا مش صافية!

وانا بقول الكلام دا ليه؟
عشان النهاردة الصبح وانا رايحة الكلية فى البدرية قوى قبل ما الدنيا تصحى او الناس تقول ياصبح –كان لازم احضر النهاردة أبدر من اى يوم- كان مالينى احساس انى ح نضف الهوا اللى مالى رئتى.. وح ستمتع بالسكون والطاهرة اللى بتكسوا الشوارع.. انما اللى حصل انى اتقرفت من رائحة –بجد زى القرف - فى الميكروبص اللى ركبته... و الرجرجة اللى بتصحى الجيران من العربية المكحكحة التعبانة الخربانة اللى ركبتها .. والأنقح السواق الكشر اللى كان ماسك التذاكر... !!! ياعالم... حد يصحى بالوش دة وكمان يوريه للخلق اول ما يفتحوا عينهم الصبح!!

غريب ان الحاجات الصغيرة اللى بتفرحنا... احنا أول مين بيخنقها !!

اقول لكم ايه... !

سلاماتى