قبل الكلام اقول سلام لكل واحد وواحدة اتكلموا او كتبوا ولو تعليق.. حقيقى انتم السبب ان الواحد يشعر بالامل فى بكرة.. وانه يبقى فخور بمعرفة كل حد منكم وان كانا مجرد اصدقاء تدوين...
اه يا ليلى لو تعرفى...انا فاكرة موقفين لازم اذكرهم..
الاول: كان فيه دكتور جليل عندنا فى القسم، لما لقى المدرجات مختلطة، خصص اول محاضرة عشان يتكلم عن دور المرأة فى المجتمع ولن انسى له هذه الكلمات "المرأة هى تاج المجتمع وشجرته، وحقها فى التعليم اهم من حق الرجل. لان مهما عمل الرجل فهو بيعمل لجل نفسه.. انما المرأة لجل اجيال بعدها".. ساعتها طلب من البنات تقعد فى اول صفين فى المدرج (لان عدد البنات فى دفعتنا قليل الى حد كبير) وباقى المدرج للأولاد... تانى يوم كان تقريبا فيه وقفة شبه اعتصامية من الأولاد لانه ازاى تتميز البنات عنهم.. وحتى على ما اذكر بعض الدعاوى اللى طلعت بان البنت لازم تتحدف فى آخر المدرج لانها عورة!...
والموقف التانى من دكتور جليل آخر قال لى جملة تعقيب على يوم "كلنا ليلى" العام الماضى واللى وللمصادفة اكتشفت انه كان من المتابعين... قال "المرأة، اى مرأة، ماعندهاش اى مانع ان 10 يسبقوها طول ما ان كلهم رجال"...
وهو عنده حق... مشاكل المرأة فى الاساس نابعة من الام اللى قالت لابنها انت احسن من بنتى... ومن اللى بتعاير غيرها انها ما اتجوزتشى اول ما تتخطب... ومن اللى تقول لغيرها من البنات "آخرة البنت بيت جوزها".. ومن اللى بتتعاكس وماتطالبشى بحقها.. ومن اللى راضية بواقعها ومش عايزة تشارك فى تغييره وتقول "وانا ح عمل ايه يعنى".. واللى اصبح كل همها طريقة لبسها وآخر صيحات التجميل... نسيت انها كيان مش بس صورة..
ليلى مش دايما مجنى عليها... فى اوقات كتير هى الجانى..
وانت عزيزى ايضا جانى فى بعض افعالك.. لما تروج لموروثات لا اساس لها من الصحة تحت دعوى الدين وعرف المجتمع... لما تفكر بنرجسية ان ربك وربنا خلق الرجل منزه عن المرأة، افضل منها ولو فى اى شئ.. انت عزيزى مثلى.. انسان.. تخطئ وأخطئ.. تصيب واصيب.. تفكر وأفكر.. تفعل وافعل... والفيصل عند الله التقوى..
العيشة واللى عايشنها..من اكثر ما يضايقنى فى المجتمع، فكرته ان "البنت ملهاش الا بيت جوزها"، ومن لم تتزوج فقد حرمها الله من جنته على الارض.. وبعد الزن والعيشة اللى تبقى نار، تلاقيها بتتجوز اى حد يجيلها عشان تحصل على اللقب وتخلص من وجع الدماغ... ويبقى هو هو نفس المجتمع اللى يقلب عيشتها نار تانى لو بقت مطلقة... ونفس الكلام المعاد كل مرة... اللوم كله ينقلب عليها سواء لها ذنب او مالهاش...
الشارع.. وما ادراك ما الشارع المصرى... واللى حتى قدام باب الكلية الواحد ما بيسلمشى من استظرافات ليس لها اى معنى، وحتى من ولاد فى الاعدادية! وكإن المراة مشاع... ولو فكرت فى مرة ترد على واحد قليل الادب فى المواصلات مثلا، اول رد يتقال "اتجروا، ايه اللى طلعكم من بيتوكم"... وان ما سمعتش كلام.. اضعف الايمان الاقى النظارات اللى تكعبل الواحد وهو ماشى.. جيباه من فوق لتحت..
ولو مش محجبة.. دى قصة تانية خالص... فى نظر المجتمع انتِ مثل العاهرات (آسفة على التعبير).. لكنها الحقيقة.. مع ان المفروض مايكونش الحكم على البنى آدم بالشكل..
الجامعة... مش ح نسى لما دخلت الكلية اول ما اتقال لى "هندسة ايه بس.. دى مش للبنات"!.. يعنى ايه مش للبنات؟ وهو ايه اللى للبنات؟ تربية منزلية وماجستير محشى ورق عنب؟ هو دا اللى يرضى المجتمع والناس؟
هو وهى..ليلى عمرها ماكانت ولا ح تكون اقل من الرجل..
بل ارجل منه وان لزم...
لكنها تربيتها انه "عيب.. اسمك ما يتقلش.. صوتك ما يطلعش.. ضحكتك ما تبنش...".. ودايما فى خوف للاحتياج.. ودا اللى بيستند اليه البعض لحد دلوقتى بتعليل سبب ان البيوت باظت من ساعت ما المرأة بقى لها كيان ومش محتاجة حد... والفكرة انها حتى لو كانت بتستحمل زمان عشان محتاجة للى يعنها على مصاريف البيت، مش معناها انها ماكنش عندها نفس الشكوى الحالية...
اسئل اى واحدة.. ح تلاقى ان طول عمرها نفسها اللى يشاركها ويحسسها انها مش مجرد قطعة اثاث انضافت ديكور ع الرف...
الاعلام وسنينه..الاعلام دا بقى لعنة الله عليه وبالتلاتة.. انهى اعلام دا اللى مستبيح المرأة من كلمات يعنى اقل ما يقال عنها انها مثيرة للاشمئزاز زى "مزة" وغيرها.. الى الايحاءات الغير مبررة بالمرة، وجعلها مثل الوليمة فى آخر كل مشهد مصور.. الى بيعها كل لحظة مع العربية والمكرونة والسكر والصابون..
انا افتكر زمان كانت والدتى تقول لى كنا نروح فيلم عشان بطلته فاتن حمامة.. دلوقتى.. اى مرأة طالعة فى فيلم يبقى عشان تحب البطل..
الاعلام؟.. انهى اعلام دا اللى معظم اعلاناته عن "الجمال".. الجمال فى تفتيح لون بشرتك.. الجمال فى رشاقتك.. الجمال فى كبر معرفش ايه... دا غير اعلانات المجلات والجرائد حدث ولا حرج..
حتى يوم ما قالوا يا "معطر" رجالى.. كان الهدف ان الرجل يعرف يجتذب المرأة وكإن المتعة هى الهدف فى حد ذاتها...
ليلى واخواتها..ليلى أمس: مستحيل انسى حجم السعادة اللى حسيتها السنة اللى فاتت لما بدأت أقرأ ما كتب فى أول يوم.. كإن الدنيا مش سيعانى من الفرحة.. أخيرا بقى فيه مجهود جماعى، ولو بدا بسيط.. أخيرا بقى فيه حراك للمياة الراكدة ولو لسا بشاير..
لكنى اعترف ان تقريبا مافيش تغيير طرأ ع الشارع.. بل الشارع ماشى من سيئ لأسوء.. اللهم الا حملة التشهير بالتحرشات ليلة الوقفة على مدونة مالك، ورغبته فى بداية حملة "
اتكلمى" اللى بتطلب من كل بنت وسيدة انها تبدأ تتكلم وتحكى عن مواقف تعرضت لها..
يوم ليلى السنة اللى فاتت كان السبب انى ابدأ أفكر فى الامور من منظور آخر... ع الاقل غيرت ظنى ان الرجل هو السبب فى وضع المرأة بنسبة 100%.. وانى اقتع تماما بالقوة اللى بداخل كل فرد مننا، واللى بتطلع وقت اللزوم.. لكننا دايما بنحتاج دافع ودفعة عشان نأمن بأنفسنا قبل الايمان بغيرنا... وان ورغم كل اختلافتنا وفروقنا الجوهرية انما "كلنا فى الهم ليلى"
أتمنى السنة دى اليوم يفضل ماشى بعقلانية بدون صدامات الامس.. بدون تجريحات صريحة أو تلميحات.. نعرض المواضيع فى هدوء، وننتظر الرد فى هدوء أيضا.. جايز تغير حاجة بداخل اى حد..
للاعوام القادمة، نفسى الناس تبدأ من نفسها.. من غير ما يكون فيه محاولات تجميع وتوحيد الصفوف.. الناس تبادر بالمطالبها بحقوقها فى كل شئ مش بس حقوق ليلى الضائعة..
واحد.. اتنين...أول خطوات تغيير اظن من الفرد ذات نفسه الأول.. كل ليلى تفرض شخصيتها بدون اى خوف او تردد، وتبدأ تقول "لاء"...
اللى بيعاكسك فى الاوتوبيس قولي له "لاء" وافضحيه... واللى ناوى يعمل المثل فى مكتب قوليله "لاء" وسيبى الشغل... او حتى افضحيه للمدير.. ماتخافيش
وانت عزيزى... ارجع النهاردة البيت وتقول لزوجتك "كلمة طيبة"... ساعدها فى اعباء المنزل لو كانت بتشتغل زيك... حاول تسمعها لا اكثر ولا اقل.. حاول تفهم هى عايزة تقول لك ايه...
ولو هى ربة منزل، مجرد اديها اعتبارها.. هى مش خدامة اشترتها بعقد جواز عشان تمسح وتكنس وتربى اولادك.. هى كيان مش صورة ولا كنبة... ناقشها.. انا متأكدة انها نفسها تشاركك حياتك بجد وهمومك فى العمل...
اما للمدى البعيد.. نفسى يبقى فيه جمعية مهتمة انها تراقب الاعلام.. بالذات الاعلام.. اى شئ يتنشر او يعرض فيه دعوة صريحة الى ان المرأة " a sex toy” يجرم.. ويكون فيه قانون واضح وصريح.. وقانون يجرم المعاكسات فى الشارع... ويكون عقوبة الاغتصاب الاعدام فى ميدان عام...
معتقدشى انى غطيت جوانب وابعاد القضية.. لسا فيه قضايا كتير المفروض يفتح لها الملفات القديمة زى ضرب الزوجات، والختان والاغتصاب... الخ.. انما الى حد ما حاولت اعرض وجهة نظرى البسيطة.. لعل وعسى حد يبدأ يفكر...
Everybody wants to help Save the Earth, but nobody wants to help Mom do the dishes.
- Tom McMahon
وأتمنى من أى حد يقرأ التدوينة دا يقول رأيه على مدونته سواء مع او ضد، مع نشر الفكرة للجميع... دا طلب شخصى جدا أعتز بكل من يقوم به...لمتابعة باقى الفعالياتhttp://laila-eg.blogspot.com/2007/09/2.html
سلاماتى