اختلفت الأشكال.. و"هى" واحدة

أما المرأة فهى ظل الرجل طالما هو أمامها. تتقلص سلطاتها تلقائيا لتصبح أوضح خادم فى بيته. أما حين يغادر، فكأنه نسى او ترك لها سلطات الأمر والنهى فهى فى هذا المكان المحاط بالجدران تدير كل لوازم الحياة من رحَى وغربلة وعجن وخبز، الى الاعتناء بالمواشى: طعامها وروثها الى جانب الاعتناء بالطيور وملء الماء من النهر، وطوال هذا لا تنسى تنصح او تزجر الصغيرات اللاتى سوف يتخرجن غدا نسوة يعمرن (بيت العَدَل) هذا الى جانب مساعدتها لجاراتها فى المناسبات، وتتساوى فى ذلك امرأة الفقير والفقير جدا، فقط تكبر المهمات او تقل تبعا لحجم المنزل اجتماعيا واقتصاديا.

ومن العدل ان نقول إن المرأة ليست سعيدة بذلك. هى فقط تلعب هنا دورا اجتماعيا متفقا عليه. حقيقة هى تحب زوجها وتحترمه وتهابُه. هو المحور الذى تدور حوله حياتها ولا معنى لوجودها بدونه، لأنها –حين يموت- تقع من قمة الجبل الى سفحه. من الانتماء الكبير للدوران فى الفراغ التعيس. من قمة الوجود الى حضيض الانسحاق والنفى.
[...]

لكن من العدل ان نقول ان المرأة هناك ليست سعيدة بهذا الدور: "دور الظل" وأنها تحمل فى سرها العميق عالما كاملا مهيبا رهيبا خاصا بها تخفيه عن عيون رجلها. الرجل يريد منها ان تفى بحاجاته وهى تفعل ذلك على خير وجه فيرضى، ويحس أنه يمتلكها الامتلاك الكامل.

لما قالولى ولد..
إتشد ضهرى و اتسند
لما قالولى غلام
اتشد ضهرى واستقام
وكلونى البيض مقشر
وعليه السمن عام
..
لما قالولى بنية
الحيطان مالت عليا
وكلونى البيض بقشره
وبدال السمن.. مَيَة..

من فصل "أغانى النساء" فى كتاب "أيامى الحلوة" لذكريات الأبنودى فى الصعيد المصرى
بتصرف


سلاماتى