الأحد، يوليو 30، 2006

لا تعليق

نظرت الى حلاق الصحة مليا وأدركت أن أرواح الناس فى مصر لا قيمة لها. لأن الذين عليهم أن يفكروا فى هذه الارواح لا يفكرون فيها إلا قليلا.
ووضع أمامى ملفات قرأت على غلاف أحدها قضية "قمر الدولة علوان". فتذكرت أن الفاعل فى هذه القضية لم يعرف. لم يعرف، طبعاً لم يعرف ولن يعرف وكيف يراد منا أن نعرف متهما فى قضية غامضة كهذه القضية وكل من المأمور والبوليس (ملبوخ) من رأسه الى قدمه فى تزييف الانتخاب، وأنا (ملبوخ) فى قراءة شكاوى وجنح ومخالفات وحضور جلسات! لو أن لدنيا "بوليس سرى" على النظام الحديث، وقاضى تحقيق، ينقطع لقضايا الجنايات كما هو الحال فى أوربا والعالم المتحضر! إنهم هناك ينظرون الى أرواح الناس بعين الجد. أما هنا فلا أحد يأخذ ذلك على سبيل الجد. وإن الأموال لتنفق هنا بسخاء فى التافه من الأمور، وأما إذا طلبت لأقامة العدل أو تحسين حال الشعب فإنها تصبح عزيزة شحيحة تقبض عليها الأكف المرتجفة كأنها ستلقى فى البحر هباء. ذلك أن "العدل" و "الشعب" ... الخ الخ. كلمات لم يزال معناها غامضاً عن العقول فى هذا البلد. كلمات كل مهمتها أن تكتب على الورق وتلقى فى الخطب كغيرها من الألفاظ والصفات المعنوية التى لا يحس لها وجود حقيقى فلماذا ينتظر منى أنا أن آخذ على سبيل الجد روح "سى قمر الدولة علوان"؟! إن هذا المجنى عليه قد مات وانتهى مثله مثل غيره من مئات المجنى عليهم فى هذا المركز والمراكز الأخرى فى القطر، ذهب دمهم جميعا أرخص من المداد الذى حبرت به محاضر قضاياهم، وانتهى ذكرهم عندنا "رسمياً" بذلك الاجراء الأخير البسيط: "تحفظ القضية لعدم معرفة الفاعل ويكتب للمركز باستمرار البحث والتحرى" فيجيب المركز بعبارة مألوفة محفوظة يحررها كاتب الضبط فى حركة آلية وهو يقطم "شرش جزر"! "جارين البحث و التحرى..." وهى كلمة الوداع التى تقبر بها القضية نهائياً.



أجزاء من رواية "يوميات نائب فى الأرياف"
كتبها توفيق الحكيم فى 1937
سلاماتى

الأربعاء، يوليو 26، 2006

*بعيدا عن لبنان للحظة.. هنا القاهرة


النهاردة استغربت لما شفت هيئة لتمثال "رمسيس التانى" واقفة فى "ميدان التحرير" بتمام الساعة الواحدة ظهراً.. لان المعتاد بالنسبة لى أشوفه فى ميدان "رمسيس" أو ميدان "محطة مصر" –كما كان يطلق عليه سابقا- أو فى ميدان "الجلاء" فى طريق صلاح سالم المتجه للمطار.. و لما رجعت بيتنا و شاهدت الجميلة دائماً "منى الشاذلى" فى برنامجها "العاشرة مساء" مع أحد الضيوف الافاضل –مع الأعتذار فلا يحضرنى اسمه حالياً-.. وعرفت انه مجرد صب خرسانى بنفس وزن تمثال رمسيس الحالى.. (83 طن للتمثال.. و30 طن للقاعدة الجرانيتية..) وسيستخدم البناء الخرسانى فى التجربة الثانية لنقل تمثال رمسيس الأصلى من ميدانه الى ميدان "الرماية" أمام المتحف المصرى الكبير (على مسافة قريبة من أهرامات الجيزة والمقرر افتتاحه فى 2009) بعد التجربة الناجحة الأولى لنقل قطع صخرية فى نفس وزن التمثال.

وبغض النظر عن الدوافع لنقل التمثال.. سواء للحفاظ على صحة وسلامة سيادته.. او للحد من التلوث البصرى فى المنطقة.. وبغض النظر عن الاستعدادات المهيبة لنقل سعادته.. واللى ستتكلف –على أقل تقدير- 6 مليون جنية مصرى لا غير –خالصة الضرائب والحجوزات- .. الا انى بتساءل مين أذن بالنقل؟؟؟
أنا كمواطنة مصرية أباً عن جد.. وكما هو منصوص عليه فى الدستور المصرى ليا حق انى (أبعبر) عن آرائى ومشاعرى وأفكارى... ورغم كدة.. ماحدش أخد رأيي فى هذا الموضوع!!! لأنى رافضة –بكلى- رفض نهائى نقل رمسيس من مكانه ولأى حتة فى البلد .. حتى وان كان بيتى.. !!
ميدان رمسيس يمكن من أحب الميادين لقلبى .. رغم زحمتة وتلوثه وخنقته وتكدسه وعشوائيته الا انه مثال حى للحياة المصرية.. من محلات الفول والطعمية.. لمحطة مصر .. لموقف "أحمد حلمى" وثقافة الميكروباص.. وكبارى عبور المشاه الغير مستخدمة واصرار المصرى على (اقتحام الشارع).. والمدخل لميدان التحرير والأوبرا والاسعاف.. ومحكمة مصر.. ومبنى جريدة الجمهورية ونقابات المهندسين والتجاريين.. ومترو الأنفاق وكوبرى 6 أكتوبر.. ورمسيس الثانى واقف صامد فى المنتصف.. بتشرق عليه شمسنا فى الفجرية وبتغرب ونسمات العصرية.. بيشير لعظمة الانسان المصرى وصلادته أمام نكسات الزمن..
لا أتخيل انى ممكن أعدى الصبح على ميدان "محطة مصر" وآخد لى (كام قفا) فى الزحمة المعتادة للطريق المؤدى لميدان التحرير.. أقابل المتحف المصرى.. ثم تختلط عروقى بالنيل وأتأمل الأوبرا وحديقة الحيوان ثم جامعة القاهرة والأهرامات... من غير ما أصبح على جدى ومن غير ما أطل عليه ولا طله !!

طب.. وبغض النظر عن اللهجة العاطفية فى كلامى.. عندى تساؤل آخر عن جدوى النقل..؟!
فهى ليست المرة الأولى التى تطلع فيها الحكومة باحدى عجائبها (الخزعبلية) من مشاريع (مفتكسة).. وإحنا (ولا الضالين.. آمين) !!
سمعنا عن مشروع "أبو طرطور".. وسمعنا عن مشروع "توشكى".. ومدينة الانتاج الاعلامى .. وغيرها من المشاريع والتعديلات القانونية واللوائح... ويوم يقولوا ستدر الدخل او ستمنع معرفش ايه.. تانى يوم يقولوا (وللحيثيات الفلانية التى لم تأخذ فى الاعتبار.. فشل المشروع!!)
على فكرة الموضوع دة بيفكرنى بمعونات تجميل القاهرة اللى أغلبها بيتوجه لبناء الرصيف الحيلة اللى كانوا لسا هدينه بالمعونة اللى قبلها!!

طب وان حصل واستثنيت الحكومة رأيي الفرد.. وفكرت تأخذ برأى الأغلبية.. اراهن ان 50 مليون من الـ70 مليون مصرى ح يقولوا "لاء" للنقل.. حتى وان لم يزوروا ميدان رمسيس فى حياتهم..!! لانه فى الأصل رمز يفهمه كل مصرى دون وعيه وبعيد عن ادراكه..

ثم فى سؤال تانى.. أيهما أفضل ولماذا.. نقل التمثال بـ 6 مليون جنيه.. أم..
6 مليون جنيه لتنظيف وتجميل الميدان و (استحمام) رمسيس افندى وبناء مساكن جديدة للشباب بدل الزحف العمرانى القاتل لأجمل ميادين القاهرة؟!
صحيح رمسيس ركن فى قلبى.. انما مصر هى قلبى.. والنيل شرايينى.. والمصرى نبطه..
أنا مش زعيمة.. لكنى فى الأصل مصرية... وأزعم انى ممكن أقول "طظ" لرمسيس ذات نفسه لو ان راحته فيها سفه من غير نفع يذكر..

آخر سؤال بيلح عليا بجد.. بعد ما يعزل رمسيس من ميدانه.. هل سيبقى اسمه "ميدان رمسيس المعزل".. أم "ميدان محطة مصر".. أم "ميدان مبارك**"؟؟



للعلم:
* كتبت الموضوع يوم 24 يوليو..
** بقول ميدان مبارك تبعا لاسم محطة مترو الأنفاق هناك..


سلاماتى

الاثنين، يوليو 17، 2006

وجهة نظر

أكتر ما كرهت فى حياتى انى أكون رايحة اجتماع –مثلا- وحد يقف –كحركة جنتلة- ويجيب لى كرسى !! (احم.. عارفة ان فى بنات مستعدة للهجوم فى أى لحظة.. ويقولوا فى نفس واحد "وهو حد لاقى.. بلاش افترى وقنزحة").. بس لاء برضو.. انا مصممة على رأيي...
معرفش بس بتخنق قوى.. بحس انى بتعامل معاملة الكائن الغريب المرفهه ومنعم زيادة عن اللزوم للدرجة ان واحد طويل عريض يقف ويتعتع من مكانه ويورينى عرض قفاه عشان يجيب لى كرسى.. الشئ اللى لا يمكن أصدق انه بيعمله فى بيته مع أمه أو أخته.. وتلاقيه -يا حبة عينى- مش بيقدر يودى طبق غداه الحوض .. ولو قلت له اغسل المواعين – فى يوم مثلا- ممكن يتقلب ويتهمك بالتحيز بقى وكلام فاضى من بتاع "امال شغل الست ايه ان شاء الله!" ومش بعيد لو حول المحطة على لعن بتوع المساواة والكلام الفاضى اياه..
دا انا حتى كرهت انى اركب مواصلة مع زميل.. او انى اشترى حاجة قدام حد والاقيه يمد ايده يطلع من جيبه الفلوس.. فابدأ بقى بمقولاتى التهديدية "ماشيها English pocket أحسن لك!! لما تبقى الفلوس فلوسك وبتعزم بيها .. أظن وقعها أجمل.."
وعارف يبقى نفس الشخص اللى ممكن يقوم لى عشان أقعد فى مواصلة.. هوه نفسه اللى يشوف حاجة عجوزة بتتسند ع الخلق وما يقف !!!

يمكن احساسى دة بدأ من لما كنت صغيرة وبروح بلدنا والناس تلف حوليا وتطلب منى أغنى انجليزى.. كنت هبلة زمان وبقف وأغنى وكل الصف اللى حوليا مش فاهم حاجة.. لما كبرت كرهت ان فى حاجز بينى وبين باقى أهلى.. مش قادرة اتواصل مع حد طول ما هما شيفينى فوق وهمه تحت.. حتى دلوقتى بتخنق لما يسبقوا اسمى بــ "ياباشمهندسة".. ساعات كنت بتمنى انى كنت ادخل اى كلية .. او حتى بلاها كلية وخلينى زيهم من غير لقب..
معرفش ايه اللى جاب السيرة دى لدى.. بس أول ما حد يجيب لى كرسى بفتكرنى زمان وأنا بغنى من غير سبب..

وأكتر شئ بينرفزنى -عن جد يعنى-.. لما حد بيفتكر انى انسانة رقيقة ورومانسية بقى وعايشة فى عالم مخملى من الأحلام الوردية!.. بص انا مانكرش انى بحلم كتير.. وبفكر كتير.. واللى بيقرأ كلامى –هنا ع الأقل- ممكن يفتكر انى فى حالة من اياهم مستمرة.. بس كل دا ان دل على شئ انما يدل على تنوع الأفكار.. يعنى انا مش واحدة مسترجلة وحابسة نفسها فى قمقم السياسة او المجلة الثقافية وكباية قعر كباية وخلافه.. وفى نفس الوقت انا مش سطحية التفكير عشان ابقى جوليت عصرها..
ولا أحب أكون هى..

طول عمرى بحلم اكون زى الغجر فى تصرفاتهم.. لا تعرف لى وطن ولا هوية مستهلكة.... انسانة متمردة على التمرد ذات نفسه.. افكارى طليقة لأبعد من مكان ما ح توصل افكارى.. أمشى طول اليوم وشعرى منكوش ولبسى واسع يجرجر ع الأرض.. أو ممكن بسرح بعربية بطاطا... و ممكن كشك جرايد ع ناصية الشارع.. ما يهمش
اللى يهم انى أصحى كل يوم زى ما خلقنى ربنا.. ويفضل اختلافى عن الباقى بنفسى.. بشخصيتى.. بحكمتى ويمكن فكاهتى.. مش لانى فى عالم ازدواجى منافق.. من برة بيعامل المرأة بجنتلة "شكلية".. ومن جوة تسمع شكواها لرب السما..

سلاماتى

السبت، يوليو 15، 2006

عن أحاديثنا معاً


سأبدأ الحديث عن متاهات العقل وهموم الحياة.. سأتكلم عن خداع الأصدقاء أيضا... سأندب حظى أنى ولدت "أنا" كما أنا لستُ أدرى!! سأتكلم عن تعليمى الذى كرهته.. ومبانى كليتى العتيقة وأساتذتها.. وانتظارى المستمر.. وترقب أخى لنتيجة الثانوية.. سأحدثك قليلا عن فرصتى التى أضاعها أبى.. وعن حلمى ذو الثلاث سنوات وقد دفعت لأن أوءده بيدى بعدما اتممت تزين أركانه.. وسأتكلم عن أودتى المهملة.. وأقلامى الجافة.. وأوراقى المتناثرة.. سأحكى عن الغبار على الكتب وتراكمها.. وستذكر لى عشقك اللا متناهى لفيروز.. فأقول لك "لاء ثومة وفريد لا يعلى عليهم".. فتتململ لفترة ثم تعود لتجر أطراف الحديث.. وتسألنى عن صحتى.. فأحكى عن احساسى بفقدان الشهية رغم ذهابى لأكثر من طبيب.. سأقول عن تساقط شعرى.. وعن نحول جسمى وهزوله مأخرا.. والهالات السوداء المتراكمة تحت عينى.. وربما يأخذنا الحديث فأحكى عن لبنان.. وقد أقارنها فى حصارها بنفسى.. وقد نلعن إسرائيل بعض الشئ .. وقد نحود بحوارنا الى السياسة الأمريكة والنظام الداخلى الفاشل.. وقد نتحدث عن تخاذل العرب.. حتى نعود فنغوص مرة أخرى ونتذكر افلام هذا الصيف.. ونعتقد فى تخلف أحوالنا بسبب هبوط السينما.. ونذكر "عمارة يعقوبيان" خلاف الموسم.. ويجوز نتذكر خلافات المواسم السابقة.. وربما نذكر "عمر خالد" وبرنامجه الجديد.. وقد نكتفى بذكر "هالة شو" وضحكاتها المستفزة...

سأحدثك وتحدثنى طويلا وقليلا عن آخر قرءآتك و عن زواج قريبتك أيضا.. وسأحكى لك عن "كتب كتاب" ابن خالى فى دار الافتاء الثلاثاء الماضى .. و شبكة بنت عمى يوم أمس وزواج ابن عمى الاسبوع القادم.. وقد نكملها بالحديث عن وفاة جارك وجدو عبدو.. وقد نصمت للحظات تحاول عابثا اختراق أفكارى.. لتفتش عن ما يحويه قلبى و"تسهيمى".. وتسأل فى صمت فأجيبك بعلانية..
"لا مش مكتئبة.. بس محبطة"..
تطرق نظرك للأرض لحظة.. ثم ترفع عينك ملئ عينى لتسأل "وانتى عاملة ايه دلوقت..؟"


سلاماتى

الثلاثاء، يوليو 11، 2006

أنا المدعوة لستُ أدرى


انك تمشى فى الشارع بتحلم بسريرك فى بيتك.. وكنبة تمدد عليها رجليك وفى ايديك ريموت كونترول وسط طراوة الجو.. فجايز.. بل وممكن جدا
انما انك تمشى فى الشارع وتتمنى باب عربية يتفتح وحد يطلع عليك يخطفك.. او انك تتوه فى مواصلة لبلاد بعيدة عن الحدود المعروفة.. او ان حتى تركب تاكسى تكتشف انه آلة الزمن بس متخفية.. يمكن دا الغريب شوية
لكنه رغم غربته أصبح يتردد فى مخى لدرجة الدعاء انى أختفى ولو ساعتين.. الاقى نفسى تانى وارجع مارجعشى.. خلاص.. مابقاش يفرق كتير.. ولا افتكر يفرق مع حد

سلاماتى

الاثنين، يوليو 10، 2006

كلام ف الهوا

فى لحظة تعدى عليك تحس ان الناس كلها زى الأيام.. سبت حد اتنين.. يختلفوا فى الأسماء لكنهم فى الآخر زى بعض..
ويبقى اللى تبات تستنى تكلمه..
زى يوم الجمعة..
ممل من كتر مِجيتُه..

السبت، يوليو 08، 2006

بيحصل كتيـــر

أسوأ إحساس فى الدنيا..
إنك تصحى الصبح.. تلاقى نفسك مظلوم

الخميس، يوليو 06، 2006

ايام الدنيا أحلى


بدأ يوم أول امبارح بالزمجرة والغضب السارى بينى وبين أخويا لإطرابنا بالخبر السار ان قاريبنا -المسافرين من مدة- جايين عندنا وكمان ايه.. ح يباتوا فى أوضنا!! بقى لينا بتاع الخمس سنين ما شفناش اى فرد منهم.. من ساعة آخر مرة سافروا فيها وشبه أساميهم وأشكالهم اتمحت من ذاكرتنا.. واذا بيهم فجأة يقولوا نازلين مصر.. أوكى "نورت مصر" وخلافه.. انما تنور بيتنا كمان صعبة.. خصوصا وان أنا وأخويا لينا ستايل للحياة كدة.. ما نحب حد يعكننه علينا..

المهم.. بدأ اليوم الموعود بنزولى الكلية فى مهمة عاجلة وملحة وضرورية لتسليم المشروع.. قابلت افراد الفريق.. وقابلنا الدكتور.. وللمفاجأة الرجل عجبه جدا المشروع ومش قادرة اوصف الابتسامة العريضة اللى كانت على وجوهنا كلنا.. مش لسبب غير اننا تعبنا بشكل غير طبيعى والحمد لله ربنا كرمنا..
بس وفى طريق العودة كنا بنتفق على المشروع التانى.. وسبحان الله كانت الابتسامة اتبخرت!!

رجعت بيتنا وأنا بموت من التعب.. وأول ما أفتح الباب ألاقى قرايبنا وصلوا.. وأنا بقول فى عقل بالى "الله همه شرفوا!! ايه اليوم اللى مش باين دة".. دخلت.. واستبدلت الابتسامة المتبخرة بابتسامة صفرة باهتة ملهاش معالم واضحة... "وازيك يا طنط؟".. اموه اموه.... "وازيك يا عمو؟".. بغض النظر انه ابن عمى بس ماقدرش اناديه باسمه كدة ولا حتى يا باشمهندس (مع انه زومل فى الهندسة).. بس يمكن طول الاغتراب والسفر خلانى احس ان بينا مسافات وبحور وجزر..

دخلت أوضتى وعيونى بتحارب النوم بشكل مميت.. "لكن على ميـــن!!" لازم أصحى وعنيا مفنجنين تحت أوامر حضرات الأفاضل الضيوف. وأكيد كالمعتاد او المتوقع أفتتح القاعدة بالسؤال عن الصحة والسنين العمرية والأسماء.. احم.. وفى حتة الاسماء دى أحط خمسميت خط.. بحاول والله احفظ أسماء الناس وأشكالهم.. انما ذاكرتى أضعف من الضعف ذات نفسه ومش بعرف.. فطول اليوم انادى "منى" بنهى... و"فاطمة" بمريم مرة ونهى ساعات... الا العفريتة "رحمة"... حبيت اسمها من أول ما شفتها.. "رحمة".. أما أخوهم "محمد" فكنت مش طايقاه كدة لله فى لله.. وغالبا يا بيرد عليا بتناكة.. يا برد عليه بتناكة أكتر منه.. أصلك ما تعرفنيش فى الغتاتة.. أوسطى مستربع على عرشها..

بعد الغدا، شجيع السيما ماقدرش يقاوم.. ودخلت اتسحبت شوية ونمت..
وصحيت على صوت والدى الكريم.. "يلا.. خرجين".. وهنا حط خمسميت –تانى- بس علامة تعجب (!!)
بابا عمره ما كان من النوع اللى بيخرج.. ولو بتنا نأذن ما هو خارج من مكانه يفسحنا... ههههه... والأعجب.. بابا نازل بالكورة يلعب!! احنا بقى لينا فوق العشر سنين نفسنا نشوفه بيلعب معانا.. وهو... احم.. "بلاش نم..." ما علينا
نزلت مع الجماعة وجوايا زهق.... "ياعالم.. كان زمانى نايمة أو على الكمبيوتر بتاعى بلعب شوية.. نزول مين فى عز الحر.. وكورة ايه دى يا ربى"
بس نزلت ومسلمة أمرى لله.. اصل أكل العيش مر قوى يا عيال... ولو أكل العيش فيه رضى بابا يبقى أمرين..

هههه.. لكن ماخرجناش بعيد قوى.. رحنا النادى.. وأحمدك يا رب أخيرا لينا حاجة هنا مش هناك.. شجرة عجبت بنتهم الكبيرة "فاطمة".. فنوع من المداعبة سميتها على اسمها.. بعد ما هرونى.. يالهــوى.. مافى شئ فى مصر اعجبوا بيه.. ولا شئ فى مصر مقبول حتى.. كل حاجة موجودة هناك لاء وأجمل.. وكانهم نسيوا مصر دى خالص.. وكاننا فى العشوائيات المتفردة من نوعها.. والتلوث والهرمونات!!
بس فى شجرة عجبتهم.. ومش هناك.. فسميناها "فاطمة".. والبنت صورتها بالموبيل بتاعها عشان توريها لاصحابها هناك ..
و حبة لقيت طنط بتفتكر مصر ايام زمان... "هو فى زى النعناع البلدى اللى رحته تجيب لآخر الشارع.. هناك حتى النعناع اللى شكله يفتح النفس.. طعمه مش زى هنا ابدا".. وحبة وافتكرت القوطة المصرى المسكرة... وشوية وبدأت توصف الناس... "عارفة حتى لما بزور دبى.. ورغم الفخامة اللى هناك.. بس مش زى هنا.."
"البلد دى كويسة قوى.. وحلوة قوى.. مصر حلوة قوى.. بس البيروقراطية تخليكى تهجى من هنا.."
بصيت لشجرة فاطمة وسهمت... "ياترى.. مين ح يقطعك من هنا انتى كمان يا فاطمة؟!!"

هيه هيه هيه.. رحنا المراجيح.. جرى وتفاريح...
وأمرجح الصغنونة حبة والوسطانية حبة والكبيرة حبة ثم أجرى أخانق الولد محمد دة... يا ساتر يا رب.... قبل ما يقعد على الكرسى يمسحه.. وما ياكلش الفراخ عشان فى مصر أنفلونزا الطيور.. ومش عايز اللحمة عشان مش نضيفة.. والخضار كله هيرمونات ومبيدات فاسدة.. وكورتنا مش نضيفة وان كانت نضيفة فامش أصلى.. والأيس كريم سايح.. والشيبسى طعمه مقرف!!!
وصلنا الأسواق.... وكالعادة اللى أصبحت متأصله فى دمهم.. اسواق يبقى شوبنج.. يبقى صرف فلوس..
"ماشى يادنيا.. ماشى"

سيبكم من بعض المهاترات فى الطريق.. والابتسامات الواهية.. والحوارات المصطنعة لجر كلام.. آخرة المطاف قعدنا.. والهوا عجبهم.. الهوا عجبهم لانه مش هناك :D
"ح تفرج وبشاير الاعجاب جاية اهوه"
ووقتها قلت.. أوكى "بابا.. عمو... اسمحولى ح أتمشى أنا وفاطمة ورحمة شوية".. وأخدتهم بعيــد نمشى.. واتكلمنا كلام صغير على قد "رحمة" عن "تامر حسنى " اللى بتحبه.. وكتب فاطمة الدينية و "سامى يوسف".. وأكلنا غزل بنااات... ومشينا على السووور بتوازن... رجل قدام الرجل التانية.. التانية قدام التالتة.. ونقع وننطت.. ونرجع نمشى تانى... يااااه.. بقى لى زمن ما كنت طفلة كدة .. زمن ما بضحك كدة.. مع اننا قاعدين طول الطريق أقنعهم انى مش "ابلة"... "نادونى باسمى كدة"..
بعد ساعة رجعنا بقى ورجلينا مهرية.. ونلاقى أستاذ محمد بيزن عشان يشوف الماتش!!
"مش ح نخلص فى الليلة دى !! "

المهم.. رجنا تانى عشان خاطره البيت واترس الناس على الكنبة الكبيرة.. وجوون وجوون وجووووووون.. فرنسا دخلت جون.. والعالم مزقططة..
تعرف حاجة.. أول مرة احب اللمة فى بيتنا كدة.. اول مرة نتفرج على ماتش مع عيلة تانية.. وكبايات البيبسى والشبسى والفيشار بقى رايحة وجاية... وضحك مالى الشقة اللى طول عمرها تسمع صدى صوتنا بين حطانها المفرغة.. وأركانها الأربعة
بس خلص الماتش والرجالة دخلوا البلكونة.. واتلمينا احنا البنات والستات فى الصالون ننم فى حق الأزواج.. بس تعرف ايه.. البنت الصغيرة "منى" دى زى السكر..
هو أنا قلتلك قبل كدة انى مش بحب الأطفال؟!
يمكن دى عقدتى اللى ماعرفش لها سبب.. بس دايما بينى وبين الأطفال مافيش عمار... وبحس دايما مهما كان جوايا طفلة انى برضو بكرههم.. ومش بطيق غباء بعضهم.. انما البنت دى معرفش لما اتسندت على كتفى اليمين.. وبدئت تغمض.. مادريت اللى وايدى بتلاعب خصلات شعرها.. وهى تكح تكح.. وصعبانة عليا قوى.. عايزة ادفيها واغطيها بس قلبى مش مطاوعنى اقوم وأسيبها.. وكملنا السهرة حبة كدة مع بعض وبعدين دخلنا نمنا هلكانين..
أه.. قبل ما أنام أخويا نبهنى ان فى برنامج فى التلفزيون مع "صلاح جاهين" على القناة الثقافية.. رحت شفته.. وكان صحيح ختامها مسك.. الراجل دة عبقرى.. وكل يوم عن يوم يزداد اعجابى بيه..
آخر البرنامج مع المذيع "طارق حبيب" فى برنامج "أوتجراف" كتب كلمة فيما معناها –على ما قدرت أتذكر
"الى أحفادى الأعزاء فى القرن الحادى والعشرين
أتمنى لما تشفوا البرنامج تنبسطوا
وعلى الله التلفزيون ما يكون مسحه
جدكم الأكبر صلاح جاهين
1977"

الصبح كنت فى عالم تانى.. ماما بتصحينى وأنا من كتر التعب مش قادرة افتح عينى.. راحوا إيه.. بعتوا لى "منـــى" القلب تصحينى... تخيل لما تفتح عينك على ملاك زى دى !!
بس.. قمت وحضرنا الفطار.. وللمفاجأة "محمد" اللى مش بيعجبه العجب يقول لعمو "هو لازم نروح النهاردة؟" وكلنا ع السفرة هاتية ضحك
ساعتها والعائلة المغتربة بدئت تقول "عايزين ناس.. عايزين نشوف ناس من هنا".. عمو اقترح القلعة.. لكن فى فكرة طقت فى دماغى لحظتها.. وههههههه... روحوا سيدنا الحسين.. والموسكى و الأزهر والعتبة وخان الخليلى ولو لسا عايزين ناس يبقى عليكم وعلى شبراااا.. أيووه يا عالم ع الزحمة
وقد كان.. ماما تستعجب.. "موسكى مين يا بنتى؟".. وبابا يقول "العتبة يبقى ح يتسرقوا".. وراسى وألف سيف... عايزين تشوفوا مصر.. يبقى يا تروحوا هناك... يا تروحوا مصر الاسلامية... يا عندكم وسط البلد.. بس مش متعة قوى وسط البلد ليهم لان ببساطة ح يبصوا ع المحلات.. ومحلات هناك أحلى من هنا... وان كان عمارات وسط البلد اجمل من هناك.. بس عمرهم ما ح يلاقوا فى جمال الحسين وخان الخليلى.. ولا ح يلاقوا فى زحمة العتبة والشبرا زى.. خصوصا وانى اقترحت عليهم متروا الأنفاق وسيلة مواصلات وقت الزروة... ههههه

ولحظة التوديع لقتنى بسلم على "محمد" سلام عرب جامد قوى.. وقلتله "صافى يا لبن.. “.. صحيح ما فهمهاش... بس فهم اننا بنتصالح.. ولما بوست البنات الصغيرين عرفت معنا الأهل بعد الاغتراب.. عرفت حنينهم اللى بيداروه بفخامة هناك لكن عشقهم فى أصله لهنا...
لايمكن ح نسى "منى".. ولا "رحمة" الجميلة.. ولا "فاطمة" وشجرتها اللى ح تجيب منها شتلة المرة اللى جاية تزرعها فى بيتها فى مصر بقى.. ما أصلهم النهاردة وان كانوا عايزين يرجعوا فى الأول.. بقوا عايزين يستقروا هنا على طول..
بس من كام ضحكة صافية... وكام كباية بيبسى وسط لمة دافية.. وقوطة مسكرة
والابتسامة العريضة اترسمت عل وشوشنا كلنا



بى اس: العنوان من اغنية بنفس الأسم لحنان ماضى

سلاماتى

الاثنين، يوليو 03، 2006

احساس اليوم بعد اليوم

امبارح كان عندى ستين سنة
النهاردة بقيت يجى اتنين وستين

السبت، يوليو 01، 2006

ياواش يا واش يا مرجيحة


امبارح نزلت مع مامتى "أنجاجيه" نشترى لبس عشان فرح ابن عمى كمان كام اسبوع..
وكانت الصدمة!!!

اللبس السنة دى هباب.. والأسعار هبابين
كله عبارة عن ترتر.. الطرح ترتر... العبايات ترتر.. بلوزات ترتر او مهرتل.. شباشب ترتر.. شنط ترتر..
الرحمة من عندك يا الهى..

حجاب ايه دة اللى كله بيلمع!!!


بى اس:
تحت وطئة الظروف الراهنة.. ومستجدات الافراح والليالى الملاح.. اضطريت مأسوفة على أمرى أشترى أول ويمكن آخر بلوزة بترتر... وربنا يسامح اللى كان السبب


سلاماتى